رائد الشباب | توجيه الشباب | 52
(1-70)

اما النبوة فترى ان غاية الانسانية ووظيفتها هو التخلق بالاخلاق الالهية والسجايا السامية، والاعتراف بالفقر والعجز، والاحتماء بحمى القدرة، والاحساس بزلة القدم والماس العفو والرضا من الله تعالى. والفلسفة التي لاتستند إلى الدين بما انها اضلت الطريق واخذت حبلها على غاربها – صارت تطرق باب كل نوع من انواع الضلال والشرك وتربي تلك الشجرة الخبيثة فاضلت الغالبية العظمى من البشر وحادت بهم عن سواء السبيل.

ومما قدمته تلك الشجرة الخبيثة في غصن القوة الشهوية لانظار البشر هو حنظلة الاصنام والآلهة. لان الفلسفة تحبذ القوة وتتخذها اساساً لسلوكها فتؤمن بمبدأ (الحكم للغالب) ومبدأ (الحق في القوة)(1) وتصفق للظلم والعدوان وتشجع الطغاة والظلَمة وتحض الجبابرة حتى يدّعوا الربوبية.

وايضاً ان الفلسفة لاتؤمن بان الحسن والجمال اثر لصانع الكائنات وتجليات جماله بل تؤمن بأن حسن الشيء ذاتي فتقول: ياله من حسن وجمال! بدل ان تقول: مااحسنه وما اجمله!. فتثنى عليه وتجعله كانه جدير بالعبادة والخضوع. وايضاً ان الفلسفة بتحبيذها الرياء والسمعة صفقت للمرائين وذوي السمعة فما اشبهها بالاصنام. فهي تقيم التماثيل لعُبادها تشجيعاً لهم على سلوكهم المعوج فأثرت تلك الشجرة نتيجة لذلك في غصن القوة الغضبية من بين صغير وكبير حناظل النماريد والفرعنة والشدادين...وفي غصن القوة العقلية حناظل الدهريين والماديين والطبيعيين فبددت بذلك الدماغ البشري ومزقته شر ممزق.

ونريد ان نوضح هذه الحقيقة بايراد اربعة نماذج مما تنتجه مبادىء الفلسفة السخيفة ومبادىء النبوة الحقة من بين الوف النماذج.


(1) مبدأ النبوة يقول ان القوة في الحق وليس الحق في القوة وبذلك يردع الظلم ويحقق العدالة.

لايوجد صوت