الحجة الزهراء | المقام الاول | 48
(1-94)

كل آن بالعدالة والحكمة والعناية، حماية الابرار وتأديب الكذابين الفاسدين نشاهدها ضمن تصرفاته المنتظمة جل جلاله. فبمقتضى افعاله الرحمانية انزال القرآن المعجز البيان على محمد y.. وإظهار انواع المعجزات الكثيرة البالغة نحو الف معجزة على يديه.. وحمايته له تحت جناح رأفته الشفيقة في كل حالاته، بل في اخطر اوضاعه حتى حمايته بالحمام والعنكبوت!.. وتوفيقه توفيقاً معززاً في مهامه.. وادامة دينه بجميع حقائقه.. وتتويج هامة الارض والبشرية باسلامه.. واعلاء مقامه وشرفه الى ارفع مقام واشرفه.. وتفضيله على الموجودات كافة بمنحه مقاماً مرضياً مقبولاً ودائماً يفوق افاضل الانسانية.. واعطائه شخصية تحمل اجمل الخصال الحميدة الرفيعة باتفاق الاولياء والاعداء حتى جعل خمس البشرية من امته.. كل ذلك يشهد شهادة صادقة قاطعة على صدقه y ورسالته.
وكذا نشاهد من حيث افعال ربوبيته جل وعلا: ان متصرف هذا العالم ومدبّر شؤونه جعل رسالة محمد y شمسا ً معنوية للكون ، فقد اُثبتت في رسائل النور: انه بدّد بها جميع الظلمات، مظهرا ً بها حقائق الكون النورانية.. وابهج ذوى الشعور قاطبة بل الكون باسره ببشارة الحياة الباقية.. وجعل دينه ايضا ً فهرس كمالات جميع عباده المقبولين، ومنهجا ً قويما ً لأفعال العبودية.. وجعل الحقيقة المحمدية وهي شخصيته المعنوية مرآة جامعة لتجليات اُلوهيته بدلالة القرآن الكريم والجوشن الكبير.. بل جعله ينال - علاوة على الحقائق التي اشرنا اليها - مثل حسنات امته كافة في كل يوم طوال اربعة عشر قرناً.. وبعثه الى البشرية واناط به وظائف جليلة سامية.. وجعله احسن قدوة واعظم مرشد واكرم سيدٍ للبشرية قاطبة، بدلالة آثاره في الحياة الاجتماعية والمعنوية والبشرية، وجعل البشرية محتاجة الى دينه وشريعته وحقائقه التي اتى بها في الاسلام(1) حاجتها الى الرحمة 
------------------------------------------------
(1) وقدشعرت وانا اعانى شيخوختي وضعفي بواحدٍ من مليون من الارزاق المعنوية التي
اتى بها هذا النبي الكريم محمد y، فلو كان بوسعي لشكرته بملايين الالسنة والصلوات. وذلك :
انني أتألم غاية الالم من الفراق والزوال، مع ان الدنيا التي احبها والدنيويين يتركونى برحيلهم و بمفارقتهم لي، وانا على علم برحيلي ايضاً. فيتملكنى يأس أليم قاتم. ولكن اتسلى وانجو كلياً من هذا اليأس باستماع بشارة السعادة الابدية والحياة الباقية من النبي الكريم y،حتى اننى عندما اقول (السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته) في التشهد، اقدم له بيعتي وطاعتي واستسلامي لمهمته واباركه في وظيفته مقدماً نوعاً من الشكر اليه، مقابل تلك البشارة بالسعادة الابدية، وهكذا ينطق المسلمون بهذا السلام خمس مرات يومياً - المؤلف

لايوجد صوت