الحجة الزهراء | المقام الاول | 46
(1-94)

حكم حقائقها على الرسالة الانسانية لاسيما على الرسالة المحمدية؛ اذ هى المظهرة والمدار الاتم لها، ولولاها لصارت هذه الكائنات المكملة والكتاب الكبير ذو المعانى السرمدية هباءً منثوراً متطايرة المعانى متساقطة الكمالات وهو محال من وجوه وجهات].
لقد ذكرت رسالة (الآية الكبرى) فيما يخص هذه الفقرة العربية الآتي :
هذا الكون كما انه يدل على صانعه وكاتبه ومصوره الذي اوجده والذي يديره وينظمه ويتصرف فيه بالتصوير والتقدير والتدبير كأنه قصر باذخ أو كأنه كتاب كبير او كأنه معرض بديع، او كأنه مشهر عظيم، فهو كذلك يستدعي لامحالة وجود من يعبّر عما في هذا الكتاب الكبير من معانٍ، ويعلَم ويعلّم المقاصد الالهية من وراء خلق الكون، ويعلّم الحكم الربانية في تحولاته وتبدلاته، ويدرّس نتائج حركاته الوظيفية، ويعلن قيمة ما هيته وكمالات ما فيه من الموجودات.. ويجيب عن الاسئلة الرهيبة المحيرة، من اين تأتى هذه الموجودات والى اين المصير ولِمَ لا تلبث هنا بل تمضى وترحل مسرعة؟. ويوضح معاني ذلك الكتاب الكبير ويفسر حكمة آياته التكوينية. اى يقتضى داعياً عظيماً، ومنادياً صادقاً، واستاذاً محققاً، ومعلماً بارعاً، فالكون من حيث هذا الاقتضاء يدل ويشهد شهادة قوية وكلية على صدق النبي الكريم y.
وصوابه الذي هو افضل من اتم هذه الوظائف والمهمات. وعلى كونه افضل واصدق مبعوث لرب العالمين. فيشهد الكون قائلاً: اشهد ان محمداً رسول الله.
نعم ان ماهية الكون وقيمته ومزاياه تتحقق بالنور الذي اتى به محمد y وبه تُعلم وظائف ما فيه من موجودات ونتائجها ومهماتها وقيمتها، وبه يكون الكون بأسره عبارة عن مكاتيب إلهية بليغة وقرآن ربانى مجسّم ومعرض آثار سبحانية مهيب. اذ لولا نوره y لاتخذ

لايوجد صوت