الآية الكبرى | الشعاع السابع | 86
(1-108)

الحقيقة الرابعة
كليّة الموجودات وظهورها معاً
ان وجود الموجودات وظهورها معاً، متداخلة، مشابهاً بعضها البعض الآخر، وكون بعضها مثالاً مصغراً للآخر، او نموذجاً اكبر له، وكون قسم منها كلاً وكليّاً وبقية الاقسام أجزاؤه وافراده، مع التشابه في ختم الفطرة وسكتها، والعلاقة الوثيقة في نقش الصنعة والاتقان، والتعاون فيما بينها، واكمال كل منها وظيفة الآخر الفطرية.. وأمثال هذه من النقاط العديدة لجهة الوحدة الكثيرة في الموجودات، تعلن التوحيد بداهة، وتثبت أن صانعها واحد احد، وتُظهر - من جهة الربوبية المهيمنة - أن الكائنات قاطبة لاتقبل التجزئة والانقسام. فهي بحكم الكل والكلّي.
مثال ذلك: ان ايجاد افراد لايحصرها العد لأربعمائة ألف نوع من أنواع النباتات والحيوانات في الربيع، وادارتها معاً في آن واحد، وعلى نمط واحد، رغم تداخل بعضها في البعض الآخر، من دون خطأ او خلل، واعاشتها بكمال الحكمة وحسن الصنعة والاتقان.. وكذا خلق افراد غير محدودة لانواع الطيور ابتداءً من مثالها المصغر - الحشرات - الى مثالها الاكبر - الصقور - ومنحها القدرة على السياحة والتجوال في الجو، وتجهيزها بأجهزة تساعدها على المعيشة والحركة والتنزه ونثر البهجة في الجو، ووضع سكة الصنعة المعجزة وختمها في وجوهها، وتركيب ختم الحكمة في اجسامها بكل تدبير، وايداع طغراء الاحدية في ماهيتها بكل إعتناء وتربية.. وكذا امداد خلايا الجسم بذرات الطعام، وامداد الحيوانات بالنباتات، وامداد الانسان بالحيوانات، وامداد الصغار العاجزين بحنان الوالدات ورعايتهن، وجعل هذا السعي والامداد والمعاونة تتم في اطار حكمة

لايوجد صوت