الآية الكبرى | الشعاع السابع | 87
(1-108)

تامة وضمن رحمة كاملة.. وكذا التصرف بالنظام نفسه والابداع نفسه وبالفعل نفسه والحكمة نفسها، ابتداءً من مجرة درب التبانة - من الدوائر الكونية الهائلة - الى المنظومة الشمسية، والى العناصر الارضية بل حتى الى حدقة العين واوراق براعم الاوراد وأغلفة عرانيس الذُرة والبذور الكامنة في البطيخ - مثلاً - كأنها دوائر متداخلة بعضها في البعض الآخر وبحكم الجزئي والكلي.. كل ذلك ليثبت بداهة ان الذي يقوم بهذه الافعال انما هو واحد أحد، وضع سكته وختمه على ناصية كل شئ في الوجود، وكما لايحده مكان فهو حاضر في كل مكان، وهو قريب الى كل شئ، رغم ان كل شئ بعيد عنه، كالشمس. وكما يسهل عليه اصعب امور الدوائر الكونية العظيمة والمنظومة الشمسية، لاتخفى عليه ايضاً أصغر أمور الكريات في الدم، وأدق الخواطر القلبية. فلا شئ يبقى خارج ادارته ودائرة تصرفه. ومهما كان الشئ كبيراً او كثيراً فهو سهل ويسير عليه كأصغر شئ وأقله، فيخلق الحشرة الصغيرة في نظام الصقر واتقانه، ويخلق الزهرة في ماهية الشجرة وانتظامها، ويخلق الشجرة في صورة الحديقة وابداعها، ويخلق الحديقة في روعة الربيع وزهوه، ويخلق الربيع في عظمة الحشر وهيبته. وهو يقدّم الينا أكثر الاشياء اتقاناً وأغلاه ثمناً بسعر بخس زهيد بل يحسنه الينا إحساناً، ثم لايطلب منا الاّ: (بسم الله) و (الحمد لله) اي أن الثمن المقدّر لتلك النعم، هو (بسم الله الرحمن الرحيم) ابتداءً و (الحمد لله) ختاماً.
نكتفي بهذا القدر نظراً لقيام رسائل النور بايضاح هذه الحقيقة الرابعة واثباتها بتفصيل اكثر. ورأى صاحبنا السائح في المنزل الثاني:
* * *

لايوجد صوت