الآية الكبرى | الشعاع السابع | 90
(1-108)

مسمّى تلك الاسماء المحيطة، وفاعل تلك الافعال الشاملة والظاهرة في كل مكان بالطراز نفسه، إنما هو فاعل واحد أحد فرد.. آمنا وصدّقنا !.
ومادامت العناصر التي هي مكونات المصنوعات وجواهرها واسسها، تحيط سطح الارض وتتوزع عليه، وكل نوع من انواع المخلوقات - الحاملة لاختام مختلفة تظهر الوحدانية - قد انتشر على ظهر الارض واستولى عليه، رغم كونه نوعاً واحدا،ً فلابد أن تلك العناصر بمشتملاتها، وتلك الانواع بأفرادها، إنما هي مُلك لواحد، ومصنوعات مأمورة لدى ذلك الواحد القادر الذي يستخدم بقدرته المطلقة تلك العناصر الضخمة المستولية كأنها خَدَمة طائعات، ويسخّر تلك الانواع المتفرقة في كل جهة من الارض كأنها جنود نظاميون.. وحيث ان (رسائل النور) قد أثبتت هذه الحقيقة وأوضحتها، نقتصر عليها بهذه الاشارة القصيرة.
فلقد أحسّ صاحبنا السائح المسافر بنشوة إيمانية بعد ان اكتسب الفيض الايماني والتذوق التوحيدي من فهمه لهذه الحقائق الخمس فأنشأ يترجم ملخصاً انطباعاته ومشاهداته مخاطباً قلبه:
انظر الى الصحيفة الملونة الزاهية لكتاب الكون الوسيع.
كيف جرى قلم القدرة وصوّر البديع..
لم تبق نقطة مظلمة لأرباب الشعور..
لكأن الرب قد حرّر آياته بالنور.
واعلم ايضاً بأن:
هذه الابعاد غير المحدودة صحائف كتاب العالم
وهذه العصور غير المعدودة سطور حادثات الدهر
قد سطّر في لوح الحقيقة المحفوظ:
كل موجود في العالم، لفظ مجسم حكيم

لايوجد صوت