الآية الكبرى | الشعاع السابع | 88
(1-108)

الحقيقة الخامسة
الانتظام الاكمل ووحدة المواد
اي وحدة الانتظام الاكمل في مجموع الكون واركانه واجزائه بل في كل موجود فيه، ووحدة موظفي ومواد الكون الواسع التي هي محور ادارته ومتعلقة بهيئته العامة. وكون الاسماء والافعال المصّرفة لتلك المدينة العظيمة والمحشر العجيب محيطة وشاملة كل شئ، فالاسم هو نفسه والفعل هو نفسه والماهية هي نفسها في كل مكان، رغم تداخل بعضه في البعض الآخر، وكون العناصر والانواع التي هي الاساس في بناء ذلك القصر الفخم وفي إدارته وفي اضفاء البهجة عليه، محيطة بسطح الارض بانتشارها في اكثر بقاعها، مع بقاء العنصر نفسه، والنوع نفسه واحداً، وذا ماهية واحدة في كل مكان رغم تداخل بعضه في البعض الآخر.. كل ذلك يقتضي بداهة، ويدل ضرورة ويُشهد ويُري ان صانع هذا الكون ومدبّره، وان سلطان هذه المملكة ومربيها، وان صاحب هذا القصر وبانيه، واحد أحد فرد، ليس كمثله شئ، لاوزير له ولامعين، لاشريك له ولاند، منزّه عن العجز، متعال عن القصور.
نعم ان الانتظام التام انما هو دليل بذاته على الوحدة؛ إذ يستدعى منظماً واحداً، فلا يسعه الشرك الذي هو محور المجادلة والمشاكسة.
فما دام هناك انتظام حكيم ودقيق في الكون كله - كلياً كان الشئ أم جزئياً - ابتداءً من دوران الارض اليومي والسنوي، الى سيماء الانسان، والى منظومة شعوره، والى دوران الكريات الحمر والبيض وجريانهما في الدم، فلا يمكن لشئ أن يمد يده ويتدخل قصداً وايجاداً سوى القادر المطلق والحكيم المطلق، بل يبقى كل شئ سواه منفعلاً ومتلقياً ومظهراً للقبول ليس الاّ.
وما دام القيام بالتنظيم ومنح النظام وبخاصة تعقّب الغايات وتتبعها وتنظيمها بابراز المصالح، لايكون الاّ بالعلم والحكمة، والاّ

لايوجد صوت