ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 148
(146-253)

والمقام الثاني: يبين براهين المقام الاول ويوضحها ويثبتها.
إن طول المقدمة الآتية، وتوضيحها المسهب، كان بدون اختيار مني، فهناك اذن حاجة أن أملي عليّ هكذا، وقد يرى البعض طولها قصراً.
سعيد النورسي





المقدمة

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالاِنسَ إلاّ لِيَعْبُدون﴾(الذاريات:56)
يفهم من اسرار هذه الآية الجليلة: ان حكمة مجئ الانسان الى هذه الدنيا والغاية منه، هي: معرفة خالق الكون سبحانه، والايمان به، والقيام بعبادته. كما ان وظيفة فطرته، وفريضة ذمَّته، هي: معرفة الله والايمان به، والتصديق بوجوده وبوحدانيته إذعاناً ويقيناً.
نعم، ان الانسان الضعيف الذي ينشد فطرةً الحياة الدائمة الخالدة، والعيش الأبدي الرغيد، والذي له آمال بلا حدود وآلام بلا نهاية، لابد ان تكون جميع الاشياء والكمالات هابطة تافهة بالنسبة اليه، بل ليس لأكثرها أية قيمة تذكر، ما عدا الايمان بالله ومعرفته، وما عدا الوسائل التي تأخذ بيده الى ذلك الايمان الذي هو اس الاساس لتلك

لايوجد صوت