ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 151
(146-253)

النهائي والنهاية المرعبة المخيفة. واصبح القبر - الذي لا ينغلق بابه - يسمم لذائذ حياة ذلك المنكر وينغص عليه عيشه بآلام مبرحة ملوّحاً له بالعدم الرهيب دائماً وبإعدامه الابدي. فافهم من هذا :
ما اعظم الايمان وما اعظم نعمته! وافهم كيف انه (حياة) للحياة!
 المسألة الثانية:
لايؤخذ بكلام من هم خارج إطار علم او صنعة في مسألة من مسائلهما، دارت حولها المناقشة، حتى لو كانوا عظماء وعلماء وصناعاً مهرة في اختصاصاتهم. ولايؤخذ حكمهم حجة في تلك المسألة، ولايدخلون ضمن اجماع علماء ذلك الضرب من العلم.
فمثلاً: لايسري حكم مهندس عظيم كواحد من الاطباء في تشخيص مرض ما أو علاجه. لذا لاتؤخذ الاقوال المنكِرة الصادرة من أعظم فيلسوف بنظر الاعتبار فيما يخص المعنويات ولايُقام لها وزن، وبخاصة مَن توغل منهم كثيراً في الماديات فطمس على بصيرته وتعامى عن النور، فتبلّد ذهنه عن المعنويات وانحدر عقله الى عينيه وتردى حتى اصبح لايرى غير المادة ولايعقل شيئاً دونها.
فيا تُرى ما قيمة أقوال فلاسفة ذهلوا امام تفرعات اصغر الاجزاء، وتاهوا امام اكثرها تشتتاً وغرقوا فيها، وكم يساوي كلامهم واقوالهم في مسائل التوحيد والايمان والمعنويات السامية التي اتفقت عليها مئات الآلاف من اهل العلم والحقيقة امثال الشيخ الكيلاني - قدس الله سره - ذي الدهاء القدسي والبصيرة الخارقة الذي كان يعاين العرش الاعظم وهو بعدُ على الارض، والذي سعى مرتقياً مراتب المعنويات زهاء تسعين سنة، حتى كشف الحقائق الايمانية بعلم اليقين وعين اليقين بل حتى بحق اليقين؟. ألا يكون انكارهم واعتراضهم خافتاً واهياً اشبه بطنين البعوضة امام هدير السماء ودويّ رعودها؟!.
ان ماهية الكفر الذي يظهر العداء للحقائق الاسلامية ويبارزها انما هي انكار، وجهل، ونفي. وحتى لو بدت - ظاهرياً - اثباتاً

لايوجد صوت