معينة، الشئ الفلاني. وهذا القسم من النفي المعيَّن يمكن اثباته، وهو ايضاً خارج بحثنا.
القسم الثاني: هو نفي وانكار المسائل الايمانية والقدسية والعامة والمحيطة التي تتوجّه الى الدنيا، وتشمل الكون، وتتطلع الى الآخرة، وتضم العصور. وهذا النفي - كما اثبتنا في المسألة الاولى - لايمكن اثباته مطلقاً، لانه يلزم ان يكون هناك نظرٌ محيط بالكون، ورؤية شاملة للآخرة ومشاهدة نافذة في الزمان غير المحدود بجميع جهاته، ليثبت مثل هذا النفي.
الورطة الثانية
وسبيل النجاة منها: وهي مسألتان ايضاً:
الاولى: ان العقول التي ضاقت امام (العظمة) و (الكبرياء) و (المطلق غير المتناهي) وقصرت عن ادراكها نتيجة الغفلة او المعصية او الانغماس في الماديات والانسياق وراءها قد أخذت - هذه العقول - تزل الى الانكار وتنفي - بغرور علمي - المسائل الهائلة العظمى لعجزها عن الاحاطة بها.
نعم، ان الذين عجزوا عن استيعاب المسائل الايمانية المحيطة الواسعة جداً، والعميقة جداً، في عقولهم الصلدة الضيقة - معنىً - ويقروها في قلوبهم الفاسدة الميتة - تجاه المعنويات - يقذفون بأنفسهم الى أحضان الكفر والضلال، فيغرقون.
ولكن اذا ما تمكن هؤلاء من إنعام النظر في كنه كفرهم، وفي ماهية ضلالهم، لرأوا: أن ما هو معقول في الايمان تجاه العظمة ولائق بها وضروري لها، يقابله المحال تلو المحال، وغير الممكن والممتنع طي ذلك الكفر وضمنه.
وقد اثبتت (رسائل النور) هذه الحقيقة بمئات الموازين والموازنات، وبقطعية تامة كقطعية حاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي أربعاً. فمثلاً: ان الذي يعجز ان يقبل الايمان بوجوب وجوده