ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 162
(146-253)

يا هذا!. ارفع رأسك وانظر الى غرائب الصنعة وبدائع الخلقة للفعال القدير الذي يريد ان يُعرّف نفسه لعباده. فكما انك لست طليقاً سائباً مفلوت الزمام في هذا الوجود، فلن تكون هذه الحوادث سدى ولاعبثاً، بل كل منها تساق الى وظائف حكيمة بخضوع واستسلام وكل منها يستخدم من لدن ربٍ مدبّر حكيم.
وهكذا يسمع هذا السائح الولوع شهادة سامية جليّة لحقيقة مركبة من تسخير السحاب، وتصريف الرياح، وانزال الغيث، وتدبير الظواهر الجوية فيقول: آمنت بالله..
وقد أفادت(1) المرتبة الثانية من المقام الاول مشاهدات هذا السائح في الجو كالآتي:
[لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده: الجوّ بجميع ما فيه، بشهادة عظمة إحاطةِ حقيقة: التسخير، والتصريف، والتنزيل، والتدبير، الواسعة المكملة بالمشاهدة].
* * *
ثم ان ذلك السائح المتفكر، المعتاد على السياحة الفكرية، هتفت به (كرة الارض) بلسان حالها، قائلة: (لِمَ تجول في الهواء وتدور في ارجاء السماء والفضاء ؟ هلمّ اليّ لأعرّفك بالذي تبحث عنه. تأمل فيما ازاول من وظائف. وأقرأ ما هو مكتوب في صحائفي) . فأخذ السائح ينظر، فيرى:
ان الارض - كالمولوي العاشق - تخط بحركتيها في أطراف

(1) [تنبيه]: كنت اريد ان اوضح المراتب الثلاث والثلاثين من مراتب التوحيد المذكورة في (المقام الاول) الاّ ان عدم سماح وضعي في الوقت الحاضر جعلني مضطراً الى الاكتفاء ببراهينها المختصرة جداً وترجمة معانيها فحسب. وحيث ان ثلاثين رسالة من رسائل النور بل مائة رسالة منها قد بيّنت - كل رسالة - قسماً من تلك المراتب الثلاث والثلاثين مع دلائلها بأساليب مختلفة؛ لذا احيلت التفاصيل اليها - المؤلف.

لايوجد صوت