ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 168
(146-253)

المواد. وأن تلك الشهادة والتوحيد هما من القوة والرسوخ ما للشم العوالي، وهما من الشمول والسعة ما للقفار والصحارى، فيردد اللسان بخشوع: آمنت بالله.
وهكذا ذكر في المرتبة الخامسة من المقام الاول لبيان هذا المعنى مايأتي:
[ لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده: جميع الجبال والصحارى، بجميع ما فيها، وما عليها، بشهادة عظمة احاطة حقيقة: الاِدخار، والادارة، ونشر البذور، والمحافظة، والتدبير الاحتياطية الربانية الواسعة العامة المنتظمة المكملة بالمشاهدة].
* * *
وبينما كان ذلك المسافر يجول بفكره في الجبال والصحارى، انفتح امام فكره باب عالم (الاشجار والنباتات) يدعوه قائلاً: (هلمَ إلينا وَجُل في رياضنا واقرأ سطورنا) .. فدخل ورأى:
ان الاشجار والنباتات قد عقدت مجلساً فخماً رائعاً للتهليل والتوحيد، وشكلت حلقة مهيبة للذكر والشكر. ففهم من ألسنة أحوالها كأنها تلهج معاً، وتردد بالاجماع: (لا إله إلاّ هو) لما رأى من ثلاث حقائق كبرى كليّة تدل على أن جميع الاشجار المثمرة وجميع النباتات المزهرة تؤدي شهادتها مسبّحة وتقول معاً بالألسنة الفصيحة لأوراقها الموزونة، وبالكلام الجزيل لأزهارها الجميلة، وبالكلمات البليغة لأثمارها المنتظمة (لا إله إلاّ هو) :
اولاها: حقيقة الانعام والاكرام المقصودين، والاحسان والامتنان الاراديين. التي يُحسُّ معناها إحساساً ظاهراً في كل نبات وشجر. مثلما هي حقيقة واضحة وضوح ضوء الشمس في الكل.
ثانيتها: حقيقة التمييز والتفريق المقصودين بحكمة، والتزيين

لايوجد صوت