ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 236
(146-253)

وانصت كذلك:
جو لا اله الاّ الله برابر ميذنند هرشى دمادم جويدند ياحق سراسر كويدنند ياحي(1)
نعم؛ وفي كل شئ له آية تدل على انه واحدٌ.
وهكذا صدّق قلب السائح نفسه، وقالا معاً: نعم، نعم.
هذا وقد جاءت في المنزل الثاني من الباب الثاني من المقام الاول إشارة قصيرة الى ماشاهده سائح الكون والضيف فيه من الحقائق التوحيدية الخمس، وهي:
[لا إله إلاّ الله الواحد الاحد الذي دلّ على وحدته في وجوب وجوده: مشاهدة حقيقة الكبرياء والعظمة في الكمال والاحاطة. وكذا مشاهدة حقيقة ظهور الافعال بالاطلاق وعدم النهاية، لا تقيدها الاّ الارادة والحكمة. وكذا مشاهدة حقيقة ايجاد الموجودات بالكثرة المطلقة في السرعة المطلقة، وخلق المخلوقات بالسهولة المطلقة في الاتقان المطلق، وابداع المصنوعات بالمبذولية المطلقة في غاية حسن الصنعة وغلو القيمة. وكذا مشاهدة حقيقة وجود الموجودات على وجه الكل والكلية والمعية والجامعية والتداخل والمناسبة. وكذا مشاهدة حقيقة الانتظامات العامة المنافية للشركة. وكذا مشاهدة وحدة مدارات تدابير الكائنات الدالة على وحدة صانعها بالبداهة. وكذا وحدة الاسماء والافعال المتصرفة المحيطة، وكذا وحدة العناصر والانواع المنتشرة المستولية على وجه الارض].
* * *
وحينما كان ذلك السائح في العالم يجول في العصور صادف مدرسة مجدد الألف الثاني الامام الرباني احمد الفاروقي(1) فدخلها وبدأ

(1) يعني: كل شئ في الوجود ينطق ويردد معاً: لاإله إلاّ الله، ويلهج دوماً كل آن: يا حق.. فالكل ينطق والجميع يهتف: ياحي.- المترجم.
(1) الامام الرباني: هو احمد بن عبد الاحد السرهندي الفاروقي (971-1034هـ) الملقب بحق (مجدد الالف الثاني) برع في علوم عصره، وجمع معها تربية الروح وتهذيب النفس والاخلاص للّه وحضور القلب، رفض المناصب التي عرضت عليه، قاوم فتنة (الملك اكبر) التي كادت ان تمحق الاسلام. وفّقه المولى العزيز الى صرف الدولة المغولية القوية من الالحاد والبرهمية الى احتضان الاسلام بما بث من نظام البيعة والاخوة والارشاد بين الناس، طهر معين التصوف من الاكدار، تنامت دعوته في القارة الهندية حتى ظهر من ثمارها الملك الصالح (اورنك زيب) فانتصر المسلمون في زمانه وهان الكفار. انتشرت طريقته (النقشبندية) في ارجاء العالم الاسلامي بوساطة العلامة خالد الشهرزوري المشهور بمولانا خالد (1192 -1243هـ). له مؤلفات عديدة اشهرها (مكتوبات) ترجمها الى العربية محمد مراد في مجلدين..- المترجم.

لايوجد صوت