ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع السابع | 239
(146-253)

المحدودة، في رياض الكائنات كتفتح الازهار؛ فأعطت باسم (الفتاح) كلاً منها طرزاً منتظماً يناسبه، وشخصية منفردة تميزه. فقد منحت كذلك - بشكل اكثر اعجازاً - صورة موزونة، مزينة، ومتميزة، لكل ذي حياة من اربعمائة ألف نوع من انواع الاحياء في حديقة الارض، وهي في غاية الاتقان والحكمة.. نعم، ان فتح الصور هذا اقوى دليل على التوحيد، واعجب معجزة للقدرة الإلهية، حسب ما تفيده الآيات الكريمة:
﴿يخلقكم في بطون أُمهاتِكم خَلقاً من بعدِ خلقٍ في ظُلمات ثلاث ذلكُم الله ربُّكم له المُلكُ لا إله إلاّ هو فأنَّى تُصرفون﴾(الزمر: 6).
﴿إن الله لا يخفى عليه شىءٌ في الارض ولا في السماء  هُو الذي يُصوركم في الارحام كيف يشاء لا إله إلاّ هُو العزيز الحَكيمُ﴾(آل عمران: 5، 6).
فبناءً على هذه الحكمة، ونظراً لافاضة (رسائل النور) في بيان حقيقة فتح الصور بصورة متنوعة (وبخاصة في المرتبة السادسة والسابعة من الباب الاول من هذه الرسالة). فنحن نحيل اليها ونكتفي هنا بالقول:
لقد ظهرت نتيجة الدراسات المتواصلة والبحوث الدقيقة لعلمي النبات والحيوان وبشهادتهما، أن فتح الصور هذا له من الاحاطة والشمول والاتقان ما لايمكن ان يملك هذا الفعل الجامع المحيط سوى الواحد الاحد القادر المطلق الذي يرى كل شئ، ويصنعه؛ ذلك لان فعل فتح الصور هذا يحتاج الى وجود منتهى الحكمة، ومنتهى الدقة، ومنتهى الاحاطة ضمن قدرة مطلقة تهيمن في كل مكان وفي كل آن. فقدرة كهذه لايملكها الاّ الواحد الاحد الذي بيده مقاليد الارض والسماوات.
نعم فكما جاء في الآية الكريمة المذكورة ﴿في ظلمات ثلاث﴾ فإن خلق الانسان، وفتح صوره، واحدة واحدة، في ارحام الوالدات بميزان وزينة، وبانتظام وتميّز، دون خلط او اختلاط، او خطأ او نقص، من مادة بسيطة دليل قاطع على الوحدانية. ومن ثم احاطة هذه الحقيقة -

لايوجد صوت