ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني عشر | 375
(374-395)

انني أسألكم : أتوجد في هذه الدنيا مسألة اكبر من مسألة الموت؟.. أهناك مسألة انسانية أهم واكبر من هذه المسألة؟ فكيف اذن يمكن ان تستغل هذه المسألة من اجل شئ آخر؟.. ومادام من المستحيل ان يكون هناك شئ آخر أهم من هذه المسألة، اذن فلِمَ انتم منشغلون بنا هكذا؟
اننا لاننظر الى اشد عقوبتكم واقصاها الا انها تسريح وتذكرة سفر الى عالم النور، لذا فاننا ننتظرها بثبات كامل .. ولكننا نعلم علم اليقين ان الذين وقفوا ضدنا واصدروا الاحكام ضدنا سيلقون عن قريب عقابهم بالاعدام الابدي وبالسجن الانفرادي، ذلك العقاب المرعب.. اننا موقنون من ذلك وكاننا نشاهدهم في عذابهم هذا كما نشاهدكم انتم في هذا المجلس .. اننا نشاهدهم هكذا ونتألم كثيراً من الناحية الانسانية من اجلهم. وانا على اتم استعداد لإثبات هذه الحقيقة المهمة والبرهنة عليها وافحام اكبر المنكرين لها وإلزام اشد المتمردين عليها.. وانا على اتم استعداد لقبول اي عقاب كان ان لم اقم بهذا الاثبات اوضح من الشمس في رابعة النهار وامام اكبر علمائكم وفلاسفتكم وليس فقط امام المختصين من هذه اللجنة الذين لايملكون اي نصيب من العلم ومن الاختصاص، انهم مشبعون بالحقد ولا علم لهم بالمعنويات ولايهتمون بها.
وكمثال على هذا نذكر اننا قمنا في ظرف اسبوعين بتأليف رسالة (الثمرة) للمسجونين، وهي رسالة تلخص اهداف رسائل النور وتبين اسسها وغاياتها. فهي بمثابة رسالة دفاع عن رسائل النور، لذا فاني اقدمها وابرزها لكم، ولكي تقدم هذه الرسالة الى المراجع الرسمية في (انقرة) فاننا نبذل في السر جهوداً مضنية لكتابتها بالحروف الجديدة(1) وانا ادعوكم لقراءة هذه الرسالة، فان لم تصدقني قلوبكم بعد قراءتها - ولا اقول نفوسكم - فانني سارضى بكل ألوان التعذيب والاهانة في سجني الانفرادي الموجود انا فيه حالياً. ولن انبس ببنت شفة او بأي

(1) اي بالحروف اللاتينية. - المترجم

لايوجد صوت