واحدة مخلة بالأمن من قبل طلاب رسائل النور. ولم تسجل المراجع الرسمية اية حادثة من هذا القبيل، كما لم تستطع المحكمة السابقة ولا المحكمة الحالية العثور على مثل هذه الحادثة، علماً بان نتائج مثل هذه الدعاية القوية والمنتشرة بكثرة كان لابد لها من الظهور في ظرف عشرين يوماً بشكل حوادث ووقائع.
اذن فان القانون رقم (163)(1) ليس إلاّ غطاء كاذباً وزائفاً يشهر ضد حرية الضمير وحرية الوجدان والعقيدة، وقانوناً مطاطاً يراد منه ان يشمل كل المتدينين وكل الناصحين والدعاة، ولا يريد اهل الالحاد والزندقة الاّ القيام باستغفال بعض المسؤولين الحكوميين لضربنا وتحطيمنا.
وما دامت هذه هي الحقيقة فاننا نصرخ بكل قوتنا:
ايها البائسون الذين سقطوا في درك الكفر المطلق.. يامن بعتم دينكم بدنياكم!.. اعملوا كل ما تستطيعون عمله، ولتكن دنياكم وبالاً عليكم.. وستكون.. اما نحن فقد وضعنا رؤوسنا فداءً للحقيقة القدسية التي تفتديها مئات الملايين من الابطال برؤوسهم.. فنحن متهيأون وجاهزون لاستقبال كل انواع عقوباتكم .. بل حتى اعدامكم.
ان وضعنا وحالنا خارج السجن - تحت هذه الظروف - أسوأ مائة مرة من حالنا داخله، ولايبقى بعد هذا الاستبداد المطلق الموجه الينا اي نوع من انواع الحرية.. لا الحرية العلمية ولا الحرية الوجدانية ولا الحرية الدينية.. اي لايبقى امام اهل الشهامة واهل الديانة وامام مناصري الحرية ومحبيها من سبيل الا الموت او الدخول الى السجن.
اما نحن فلا يسعنا الا ان نقول: ﴿إنا لله وانا اليه راجعون﴾ ونعتصم بربنا ونلوذ به.
الموقوف
سعيد النورسي
* * *
(1) ينص هذا القانون على معاقبة كل من سعى لاقامة دولة دينية في تركيا او استغل الشعور الديني في هذا السبيل، وهو القانون الذي اتكأت عليه جميع الحكومات لضرب الحركات الاسلامية في تركيا. - المترجم