ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث عشر | 457
(396-458)

ولقد ساقني اهل الدنيا السياسيون قبل اربعين سنة الى مستشفى المجاذيب بإلصاق جنون موقت بي. فقلت لهم: ان ما ترونه عقلانيا اراه خلافاً للعقل، فانا اتبرأ من مثل هذه الامور. وارى ان هذه القاعدة تسري فيكم (وكل الناس مجنون ولكن على قدر الهوى اختلف الجنون).
والان كذلك اقول الكلام نفسه الى الذين اسندوا الجنون الموقت اليّ لانقاذى وانقاذ اخواني من مسؤولية كبيرة، وكأن نوعاً من جنون ينتابني من حيث الرسائل السرية الخاصة. واعيد القول مع بيان رضاي من الجنون من جهتين:
الاول: لقد ورد في حديث شريف ما معناه: ان من اكمل المؤمنين ايماناً ان يعدّه الناس مجنوناً(1).
الثانى: اننى لا ارضى فقط باسناد الجنون اليّ وحده بل اضحي بعقلي الكامل وحياتي كلها وبكل فخر واعتزاز لاجل انقاذ اخوانى وسلامتهم ونجاتهم من ظلمات هذا السجن.
واذا ارتأيتم ان تُكتب رسالة شكر الى اولئك الذوات الثلاث ويبلّغون اننا نشركهم في مكاسبنا المعنوية فافعلوا.
* * *

اخواني الأوفياء الصادقين، ورفقائي المخلصين في خدمة القرآن والايمان.
لمناسبة دنو زمن فراق بعضنا بعضاً. ينبغي لكل منكم التجاوز عن تقصير أخيه والصفح عنه كلياً عما سببته الانفعالات من الضجر

(1) هناك روايات كثيرة بهذا المعنى، نذكر منها: (اكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون).رواه احمد 3/86 والبيهقى فى السنن الكبرى 9/153 والمنذرى فى الترغيب والترهيب 2/399 والحاكم فـى المستدرك 1/499.

لايوجد صوت