وتأسيس جماعة والمجابهة مع الحكومة، بل قوته واقتداره ليستا الاّ لإبلاغ حقائق القرآن الى المحتاجين اليها.
وقالوا ايضاً بشأن الرسائل السرية الخاصة التي عبّر عنها: انها غير علمية: (انه ينجذب احياناً جذبات روحية ويراوده هيجان الشعور واضطراب الروح ، فينبغى الاّ يكون مسؤولاً بسبب هذه المؤلفات). هكذا يفهم من قرارهم.
وكذا انه بتعبير (سعيد القديم) و(سعيد الجديد) له شخصيتان، وفي الثانية قوة ايمانية خارقة وعلم حقائق القرآن.
وقالوا مراعاة لمشاعر اهل الفلسفة المادية : (ربما ينجذب روحياً، وله خلل في الدماغ). قالوا ذلك لأجل انقاذنا من تبعات التعابير العنيفة للرسائل السرية الخاصة، ولتهدئة شعور معارضينا، وقالوا ايضاً - ضمن هذا الشعور -: (ربما هو مصاب باختلال عقلي يرى الخيال واقعاً).
ان ما يبطل احتمالهم هذا من اساسة والجواب الشافي الكافي لهم هو ما حصلوا علىه من رسائل النور التي سبقت جميع العقول، ورسالة (الدفاع) و(الثمرة) اللتان اوقعتا جميع المحامين في حيرة واعجاب.
انني احمد الله كثيراً انه قد وُهب لي - بهذا الاحتمال - ما يشير اليه حديث شريف.
ثم ان خبراء قد قرروا بالاتفاق على تبرئة ساحتنا جميعاً - انا واخوتي - من التهم ويقولون: (انهم ارتبطوا بسعيد بسبب مؤلفاته العلمية الدقيقة انقاذاً لايمانهم وآخرتهم. ولم نجد اية امارة او صراحة تشير الى سوء قصدهم تجاه الحكومة لا في مراسلاتهم ولا في كتبهم) ووقع القرار ثلاثة اشخاص: احدهم الفيلسوف نجاتي، والاخر يوسف ضياء (عالم) وآخر الفيلسوف يوسف.
وانه لتوافق لطيف، اذ بينما نطلق على هذا السجن انه مدرسة