ضرر الى رسائل النور والى طلابها بسببي، ففي هذا ثواب لي في الآخرة وهو وسيلة لانقاذي وخلاصي من شرور نفسي الامارة بالسوء. فبينما ابكي من ناحية فانني مسرور من ناحية اخرى. ولو لم يدخل هؤلاء الابرياء المساكين السجن معي من أجل هذه المسألة لكانت لهجتي في الدفاع شديدة جداً، وقد شاهدتم انتم ايضاً ورأيتم كيف حاول من كتب لائحة الادعاء البحث عن أسباب واهية ومعاذير باطلة فقدم جميع ما كتبته من كتب ومن خطابات سرية خاصة وغير خاصة في ظرف عشرين اوثلاثين سنة من حياتي كأننى قد كتبتها باجمعها في هذه السنة، وساق لبعضها معاني خاطئة وقدمها وكأنها لم تر ولم تدخل اية محكمة ولم يشملها اي قانون من قوانين العفو، ولم تتعرض لمرور الزمن.. كل هذا من اجل النيل مني، والحط من شأني. ومع انني ذكرت اكثر من مائة مرة باني اعترف بضآلة شاني وصغر قيمتي، ومع ان معارضي يحاولون بكل وسيلة النيل مني وتهوين امري إلا ان سبب محبة عامة الناس لي محبة اقلقت رجال السياسة يعود الى ان تقوية الايمان يحتاج في هذا الزمن وفي هذه الظروف حاجة ملحة وقطعية الى اشخاص لايضحون بالحقيقة - في موضوع الدين - من أجل اي شئ على الاطلاق ولا يجعل احدهم الدين وسيلة وآلة لاي غرض ولاي شئ، ولا يعطي لنفسه حظاً، وذلك لكي يمكن الاستفادة من ارشاداته في دروس الايمان وتحصل القناعة التامة به.
نعم، انه لم يحدث في اي ظرف من الظروف ان اشتدت الحاجة الى الخدمة مثلما بلغه في عصرنا هذا وذلك لأن الاخطار قد داهمتنا من الخارج بشدة وضراوة بالغتين. ومع اعترافي واعلاني بأن شخصي العاجز لا يكفي لسد هذه الحاجة او ملء ذلك الفراغ، فقد ذهب البعض الى الظن بان شيئاً من ذلك يمكن ان يتحقق على يدي، لا لمزية معينة في شخصي، بل لشدة الحاجة الى من يقوم بمثل هذا العمل ولعدم بروز احد بروزاً ظاهراً لتحمل تلك المسؤولية العظمى.
ولقد تأملت منذ أمد طويل في هذه المسألة في حيرة وتعجب، اذ