وهي محكمة (اسكى شهر) حيث حكمت عليّ بالسجن لمدة عام واحد، ولمدة ستة اشهر على خمسة عشر من اخواني من مجموع مائة وعشرين شخصا. ولعل الذي دفع محكمة (اسكي شهر) الى اتخاذ ذلك القرار يعود الى ورود فقرة كُتبت قديماً جاءت ضمن رسالة صغيرة تتعلق بمسألة واحدة وهي (الحجاب) وكان نص تلك الفقرة كما يأتي:
(لقد طرق سمعنا: ان صباغ أحذية قد تعرض لزوجة رجل ذي منصب دنيوي كبير، كانت مكشوفة المفاتن، وراودها نهاراً جهاراً في قلب العاصمة (انقرة) ! أليس هذا الفعل الشنيع صفعة قوية على وجوه اولئك الذين لا يعرفون معنى الحياء من اعداء العفة والحجاب؟)
واذاً فان اصطناع الاسباب الواهية والاتهامات الباطلة ضد طلبة رسائل النور الآن، إن هو الاّ بمثابة الحكم ضد تلك المحاكم الثلاث، ومحاولة لإلصاق التهمة بها ووصمها بوصمة الخيانة والعار.
سادساً: لا يمكن المبارزة مع رسائل النور.. فقد اتفقت كلمة علماء الاسلام الذين اطلعوا عليها انها تفسير قيم صادق للقرآن الكريم، اي انها تنطوى على براهين دامغة لحقائقه الناصعة وهي معجزة معنوية من معجزات القرآن في هذا العصر، وسد منيع امام الاخطار والمهالك التي تتربص بهذه البلاد وبهذه الامة من الشمال.
فالواجب يقتضي من حيث الحقوق العامة ان تعمل محكمتكم الموقرة على الترغيب في هذه الرسائل بدلاً من تخويف طلابها وترغيبهم عنها، هذا ما نعلمه، بل ننتظره منكم.
ومن المعلوم ان عدم التعرض لكتب الملاحدة وبعض الساسة المتزندقين ومجلاتهم وجرائدهم - مع ضررها الفادح للأمة والبلاد والأمن العام - تحت ستار الحرية العلمية، يدفعنا حتماً الى القول والتساؤل: ما الجانب المحظور من التحاق شاب برئ يحتاج الى العون والمساعدة الى صفوف طلبة النور، كي ينقذ ايمانه وينجو من التردى في هاوية الاخلاق الذميمة؟ أفليس من الحكمة والعدل