ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 572
(459-713)

الالهي، ولتسمعها محكمة التمييز في الوقت الحالي والاجيال الآتية في المستقبل ولتسمعها اساتذة دار الفنون (الجامعة) وطلابها المثقفون، فمن مئات المصائب والبلايا التي واجهتها طوال ثلاث وعشرين سنة اخترت عشراً منها لعرضها على عدالة المقام الالهي ذي الجلال الحاكم المطلق مشتكيا اليه:
الاولى:
مع انني شخص مقصر، فقد نذرت كل حياتي في سبيل سعادة هذه الامة وفي سبيل انقاذ ايمانها، ولقد سعيت بكل جهدى للعمل برسائل النور لكي اضحي بنفسي فى سبيل حقيقة أفتدتها ألوف الانفس، وهي الحقيقة القرآنية واستطعت بتوفيق من الله تعالى وفضل منه ان اتحمل شتى ضروب التعذيب، فلم اتقهقر ولم انسحب.
اسوق مثالاً واحداً من التصرفات الغادرة والظالمة التي واجهتها في سجن (افيون) وفي محكمتها:
مع انهم اسمعوني واسمعوا طلاب النور الابرياء (الذين كانوا ينتظرون السلوان من عدالة المحكمة) ثلاث مرات لائحة الاتهام المليئة بالافتراءات وكانت قراءة اللائحة تستغرق كل مرة ساعتين في الأقل، الا انهم لم يسمحوا لي بالكلام وبالرد الا لمدة دقيقة واحدة او دقيقتين، مع انني رجوت منهم ان يسمحوا لي بالدفاع عن حقوقنا لمدة خمس او عشر دقائق.
ومع انني أُبقيت معزولاً لمدة عشرين شهراً في سجن انفرادي، الا انهم لم يأذنوا لأحد بزيارتي ورؤيتي الا لصديقين او ثلاثة ولمدة ثلاث واربع ساعات فقط، وقد ساعدتني هذه الزيارة مساعدة جزئية جداً في كتابة دفاعي. ثم منعوا هؤلاء ايضاً، وعاملوهم معاملة قاسية وعاقبوهم. واجبرونا على سماع لائحة الاتهام للمدعي العام البالغة خمس عشرة صحيفة والتي ملأها بالاكاذيب المغرضة وبالأفتراءات وبسوء الفهم.

لايوجد صوت