ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 590
(459-713)

هل من الممكن لمن استطاع قبل خمس وعشرين سنة - بشهادة جرائد ذلك الوقت - ان يكسب الى جانب افكاره ثلاثين الف شخص بمقالة واحدة كتبها، وجلب نحوه انظار واهتمام جيش الحركة(1).واجاب بست كلمات على اسئلة كبير قساوسة انكلترة الذي اراد الاجابة عليها بستمائة كلمة، والذي كان يخطب في بداية عهد الحرية(2) كاي سياسي متمرس... هل من الممكن الا يوجد في مائة وعشرين رسالة من رسائل هذا الشخص سوى خمس عشرة كلمة تتعلق بالسياسة وبامور الدنيا؟ أيمكن لاي عقل ان يقتنع بان مثل هذا الرجل يسلك طريق السياسة وله اهداف دنيوية؟ لانه لو كان يهتم بالسياسة وبالتعرض للحكومة لظهر ذلك صراحةً او ايماءً في مائة موضع من مواضع كتاب واحد فقط. ولو كانت غايته توجيه النقد السياسي أما كان بامكانه ان يجد ما ينقده غير موضوع الحجاب وغير موضوع الميراث وهما من المواضيع ومن الدساتير الموجودة منذ السابق؟
ان اي شخص يملك فكراً سياسياً معيناً يستطيع ان يجد مئات الالاف من المواضيع التي ينتقدها لنظام هذه الحكومة التي قامت بانقلاب كبير ولايقتصر على موضوعين معلومين فقط. فهل يمكن حصر الانقلاب الذي قامت به الحكومة الجمهورية على مسألتين صغيرتين فقط؟ ومع انني لم اقصد توجيه اي انتقاد لها فقد التقطوا كلمتين او ثلاثاً وردت في كتاب او كتابين كتبتهما سابقاً وادّعوا بانني اهاجم نظام الحكومة واهاجم انقلابها. وانا اسألكم الآن: هل يعقل اشغال البلد بطوله وعرضه ونشر جو من الخوف فيه لمجرد تناولي

(1) جيش الحركة هو الجيش الذي وجهه الاتحاديون من مدينة (سلانيك) حيث كانت مركز قوتهم بقيادة (محمود شوكت باشا) لقمع العصيان الذي حدث في 31 مارت واعادة سلطة الاتحاديين -المترجم.
(2) عهد الحرية: وهو الفترة الاولى لتولي جمعية الاتحاد والترقي الحكم بعد عزل السلطان عبد الحميد، وهذه التسمية اصبحت متداولة ومعروفة وان كانت خاطئة حيث انهم اسسوا نظاماً حزبياً دكتاتورياً (المترجم).

لايوجد صوت