ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 587
(459-713)

لنفرض انني كنت مثل ذلك اللص حسب ماتتوهمون، فلماذا اختار ناحية بائسة من نواحي مدينة (اسثارطة) حيث بقيت منزوياً فيها مدة تسع سنوات. اذن فبدلاً من توجيه افكار بضعة من الافراد المخلصين (الذين تم الحكم عليهم احكاماً خفيفة) نحو معاداة الحكومة والقاء نفسي ورسائل النور - التي هي غاية حياتي وهدفها- الى الخطر فقد كان من الافضل لي البقاء في موقع كبير في (انقرة) او في (استانبول) - كما كنت في السابق - وتوجيه الالاف من الناس نحو الغاية التي ابتغيها، عند ذلك كنت استطيع ان اتدخل وان اشارك في امور الدنيا بعزة تليق بمسلكي بدلاً من التعرض لمثل هذه العقوبة التافهة والذليلة.
ولاجل ان ابين مدى الخطأ الذي يقع فيه الذين يريدون دفعي الى رتبة واطئة لا نفع فيها ولا اهمية لها، فانني اقول مضطراً مذكراً ببعض انانيتي وريائي السابقبن وليس من اجل الفخر والمدح:
ان الذين تيسرت لهم رؤية دفاعي الذي طبع تحت عنوان (شهادة مدرستين للمصيبة) يشهدون انه استطاع بخطبة واحدة جلب ثماني كتائب من الجنود الى الطاعة في احداث 31 مارت، وكما كتبت الجرائد آنذاك استطاع بمقالة واحدة في زمن حرب الاستقلال باسم (الخطوات الست) ان يحول رأى العلماء في استانبول ضد الانكليز، مما كان له اثر ايجابي كبير في الحركة الملية (الوطنية) وفي جامع اياصوفيا استمع الالاف الى خطبته، وفي مجلس المبعوثان (المجلس النيابي) في انقرة استقبل بتصفيق حار وقام مائة وثلاث وستون نائباً بالموافقة على تخصيص مائة وخمسين ألف ليرة لمدرسة دار الفنون (الجامعة)، وعندما دعا الى الصلاة قابل حدة رئيس الجمهورية في ديوان الرئاسة وردّ عليه دون خوف او وجل وعندما كان في (دار الحكمة الاسلامية) رأت حكومة الاتحاد والترقى بالاجماع انه اوفق شخص لتبليغ الحكمة الاسلامية الى حكماء اوروبا بشكل مؤثر. اما كتابه (اشارات الاعجاز) الذي ألفه في جبهات القتال - والذي تمت مصادرته الآن - فقد اعجب به القائد العام انور باشا اعجاباً كبيراً الى

لايوجد صوت