ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 586
(459-713)

اجل! لابد ان يكون لكل حكومة قانون واحد، واصول واحدة، حيث تُعطى العقوبات على اساس ذلك القانون، فاذا لم يكن في قوانين الحكومة الجمهورية مايبرر ايقاع الاذى الشديد بي وباصدقائي فان من المفروض ومن الواجب تقديم الترضية الضرورية والتقدير والمكافأة لنا مع اعطائنا كامل الحرية، ذلك لانه لو كانت خدمتي القرآنية تعدّ عملاً عدائياً موجهاً ضد الحكومة فانه يلزم اصدار حكم عليّ بالسجن لمدة مائة سنة وسنة او بالاعدام، وكذلك اصدار عقوبات قاسية على الذين ارتبطوا معي في هذه الخدمة بشكل جدي بدلاً من الحكم عليّ بسنة واحدة وعلى اصدقائى بستة اشهر. فان لم تكن خدماتنا هذه موجهة ضد الحكومة، فعليها ان تقابلنا بالتقدير والمكافأة بدلاً من العقاب والسجن والأذى والاتهام. ذلك لان مائة وعشرين رسالة، اصبحت ترجماناً لهذه الخدمة، واستطاعت ان تتحدى فلاسفة اوروبا وان تهدم كل اسسهم الفكرية وتجعلها اثراً بعد عين.
لاشك ان هذه الخدمة الفعالة والمؤثرة ستؤدي إما الى نتيجة مخيفة ، او الى ثمرة علمية راقية ونافعة جداً، لذا لايمكن اصدار قرار بحبسي سنة واحدة وكأننا نلعب لعب الاطفال من اجل ذر الرماد على العيون واستغفال العامة والتستر على مؤامرات الظالمين ضدنا، ذلك لان امثالي اما ان يصعدوا على المشنقة بكل فخر ويعدموا ، واما ان يكونوا احراراً في الموقع الذي يستحقونه.
اجل!.. ان اللص الماهر الذي يستطيع ان يسرق الماسات بقيمة آلاف الليرات. ان قام هذا اللص بسرقة قطع زجاجية بقيمة عدة قروش وتم الحكم عليه بنفس الحكم من سرقة الماسات الثمينة، فانه مامن لص او ذي عقل وشعور يفعل ذلك. لان امثال هذا اللص يكون ذكياً وحاذقاً ولايتورط في عمل في غاية الحمق والبلاهة.
ايها السادة:

لايوجد صوت