ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 588
(459-713)

درجة انه هرع الى استقباله بكل احترام - وهذا ما لم يفعله مع أحد - وقرر اعطاء الورق اللازم لطبع هذا الكتاب لكي تكون له حصة من شرف تلك الهدية ومن ثوابها، هدية الحرب كما ذُكر جهاد مؤلف الكتاب في الحرب بكل خير وبكل تقدير.. فمثل هذا الرجل لايستطيع ان يسكت على معاملته بهذه الصورة وكأنه تورط في جرائم تافهة كسرقة بغلة او خطف بنت او نشل جيب، لانه لو سكت لكان هذا وصمة له ولعزته العلمية القدسية ولخدماته وللالوف المؤلفة من اصدقائه الغالين، لانكم عندما تعاقبونه بحبسه سنة واحدة فكأنكم تعاملونه معاملة سارق نعجة او خروف. فبعد قيامكم بوضعه دون اي سبب تحت الاقامة الجبرية وتحت المراقبة مدة عشر سنوات مليئة بالمضايقات وبالالام، وبعد هذا التعذيب تقومون الآن بحبسه سنة واحدة وبابقائه تحت الاقامة الجبرية سنة اخرى. وبدلاً من معاناته من تحكم وتجبر شرطي عادي او رجل بوليس سري عادي - وهو الذي لم يتحمل تحكم السلطان - فانه من الافضل والاولى له ان يُشنق. ولو ان مثل هذا الرجل اراد التدخل في امور الدنيا ورغب في ذلك، وكانت وظيفته ومهمته المقدسة تسمح له بذلك، اذن لاستطاع ان يقود امراً اعظم بعشرات المرات من حادثة (منمن) ومن ثورة (الشيخ سعيد) اي لاسمعكم صوتاً راعداً كدوي المدافع وليس طنيناً كطنين اجنحة الذباب!
اجل!.. انني اعرض امام انظار الحكومة الجمهورية بان ما اتعرض له حالياً من مصائب ومن بلايا هو نتيجة لمؤامرات ولدعايات منظمة بلشفية سرية، فهناك جو من الدعايات العامة الشاملة التي لم يشاهد لها مثيل في السابق وجو من الخوف ومن الارهاب، والدليل على هذا هو انه مامن احد من اصدقائي - الذين يبلغ عددهم مائة الف - استطاع ان يبعث لي رسالة واحدة منذ ستة أشهر ولم يستطع ان يرسل لي تحية او سلاماً. واصحاب المؤامرات هذه الذين يحاولون خداع الحكومة واستغفالها استطاعوا بتقاريرهم السرية ترتيب تحقيقات واستجوابات وتحريات في كل مكان بدءً من الولايات الشرقية للبلد الى الولايات الغربية.

لايوجد صوت