ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 742
(714-806)

الكلمة السابعة: وهي ﴿صِراطَ الذينَ اَنعَمْتَ عليهم﴾.
ان اشارة قصيرة الى ما فيها من حجة هي :
اولاً: مَن المقصود في (عليهم) ؟
تفسّره الآية الكريمة: ﴿فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين﴾ (النساء:69) اذ تبين الطوائف الاربع الذين نالوا في النوع البشري نعمة سلوك طريق الاستقامة؛ مشيرة بـ (النبيين) الى سيدهم محمد عليه السلام، وبـ(والصديقين) الى ابى بكر الصديق رضى الله عنه، وبـ (والشهداء) الى عمر وعثمان وعلي. فالآية الكريمة تخبر عن الغيب وتبين لمعة اعجاز بأن الذين يأتون بعد الرسولy، الصديق رضى الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين، سيستشهدون ويتولون الخلافة.
ثانياًً: ان هذه الطوائف الاربع الذين هم اصدق نوع البشر وأقومهم سلوكاً وأرفعهم شأناً، قد دعوا بكل ما أوتوا من قوة وبما لايعد ولايحصى من الحجج والمعجزات والكرامات والادلة والكشفيات الى حقيقة التوحيد وصدّق دعواهم أغلب البشر منذ سيدنا آدم عليه السلام. فلاشك ان تلك الحقيقة حقيقة قاطعة كقطعية ثبوت الشمس، لذا فان اتفاق هذا الجم الغفيرمن خيرة البشرية ممن اظهروا صدقهم وعدلهم بمئات الالوف من المعجزات والحجج التي لاتحد؛ واجماعهم في المسائل الايجابية كالتوحيد ووجوب وجود الخالق؛ لهو حجة قاطعة تزيل كل شبهة.
نعم؛ ان الحقيقة الجليلة التي آمن بها اولئك الطوائف الاربع المذكورون الذين يمثلون اقوم نوع البشر الذي هو النتيجة المهمة لخلق الكون وخليفة الارض؛ واجمع الاحياء استعداداً وارفعها شأناً؛ بل هم اصدق مرشديهم المصدقين، وأئمتهم في الكمالات. هؤلاء أخبروا بالاجماع والاتفاق تلك الحقيقة التي آمنوا بها وأعتقدوا بها إعتقادا ًجازما ًبحق اليقين وبعلم اليقين وبعين اليقين. وأطمأنوا إليها

لايوجد صوت