إطمئناناً لايتزعزع مظهرين الكون بموجوداته جميعا ً دليلاً.
تُرى ألا يرتكب جناية لاتحد من لا يعرف هذه الحقيقة الجليلة وينكرها.. ألا يستحق عذاباً خالداً ؟!
الكلمة الثامنة: وهي ﴿غَيرِ المغضُوبِ عَليهم ولاالضّآلين﴾.
فهذه اشارة قصيرة الى ما فيها من حجة:
ان تاريخ البشرية والكتب المقدسة، يخبر بالاتفاق إخباراً قاطعاً وبصراحة تامة، استناداً الى التواتر والى الحوادث الكلية الثابتة والمعارف البشرية والمشاهدات الانسانية، ان استجابة استمدادات الانبياء عليهم السلام وهم اصحاب الصراط المستقيم استمداداً غيبياً فوق المعتاد في الوف من الحوادث، وانجاز مطاليبهم بذاتها، ونزول الغضب والمصائب السماوية باعدائهم الكفار في مئات من الحوادث، تدل دلالة قاطعة لاريب فيها على ان لهذا الكون ولنوع الانسان الذي فيه؛ رباً حاكماً عادلاً محسنا ً كريما ً عزيزا ً مدبرا ً مسخرا ً؛ قد منح من لدنه النصر المؤزر والنجاة الخارقة لانبياء كرام كثيرين أمثال نوح وإبراهيم وموسى وهود وصالح (عليهم السلام) في حوادث تاريخية واسعة، وانزل في الوقت نفسه مصائب سماوية مرعبة في الدنيا على اقوام ظلمة كفرة أمثال ثمود وعاد وفرعون ازاء عصيانهم الرسل.
نعم؛ ان تيارين عظيمين قد جريا متصارعين في البشرية منذ زمن آدم عليه السلام.
الاول: هم أهل النبوة والصلاح والايمان الذين نالوا النعمة وسعادة الدارين بسلوكهم الصراط المستقيم؛ فانسجمت بسلوكهم القويم اعمالهم وحركاتهم مع جمال الكون الحقيقي ونظامه وتناسقه وكماله؛ لذا نالوا ألطاف رب العالمين؛ وسعادة الدارين؛ واصبحوا السبب في رفع الانسان الى مراتب الملائكة بل أرفع منها؛ وكسبوا وأكسبوا اهل