ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 740
(714-806)

الانواع الثلاثة للادعية التي تدعو بها جميع المخلوقات على الارض كافةً، استجابة خارقة جداً ومن حيث لايحتسب، تشهد شهادة قاطعة على ربّ رحيم مجيب...
نعم، كما اننا نشاهد بابصارنا استجابة دعاء كل نواة وكل بذرة تسأل خالقها بلسان الاستعداد لتصبح شجرة وسنبلة. كذلك نشاهد ارسال الارزاق الى جميع الحيوانات بما تقصر ايديها عنها، واعطائها ما يلزم حياتها، واستجابة مطاليبها التي هي خارجة عن طوقها؛ والتي تسألها من واحد احد بلسان الحاجة الفطرية.
فهذه الاستجابات والامدادات تشهد شهادة صادقة على خالق كريم يستجيب لجميع تلك الادعية المنطلقة بلسان الحاجة الفطرية، كما نشاهدها بأم أعيننا؛ ويدفع مخلوقات عجيبة لاشعور لها لإمداد تلك الحيوانات في انسب وقت وفي اتم حكمة.
وهكذا فقياساً على هذين القسمين؛ فإن استجابة جميع انواع الادعية التي تُسأل بلسان المقال؛ ولاسيما ادعية الانبياء عليهم السلام والخواص، استجابة خارقة، تشهد على حجة الوحدانية التي في (إياك نستعين) .

الكلمة السادسة: وهي ﴿إهدِنا الصِرَاطَ المُسْتَقيمَ﴾.
ان اشارة في منتهى الاختصار الى حجتها هي :
كما ان اقصر الطرق المؤدية من مكان الى آخر هي الطريق المستقيم، وان اقصر الخطوط الممتدة بين نقطة واخرى بعيدة عنها هو الخط المستقيم؛ كذلك ان اصوب طريق في المعنويات وفي الطرق المعنوية وفي المسالك القلبية واكثرها استقامة هي اقصرها وايسرها. فمثلاً: ان جميع الموازنات والمقايسات المعقودة في رسائل النور بين طريق الايمان والكفر تبين بياناً قاطعاً ان طريق الايمان والتوحيد اقصر الطرق واصوبها وايسرها واكثرها استقامة، بينما

لايوجد صوت