وبه نستعين
ان حقيقة واحدة من آية الختام لسورة الفاتحة تشير الى الموازنة بين اهل الهداية والاستقامة واهل الضلالة والطغيان. والآية هي منبع جميع الموازنات والمقايسات المعقودة في رسائل النور. وهذه الموازنة يبيّنها بوضوح وبأسلوب عجيب ويعبّر عنها تعبيراً معجزاً قوله تعالى في سورة النور:
﴿الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوةٍ فيها مصباحُ المصباحُ في زجاجةٍ الزجاجةُ كأنّها كوكبٌ درّيّ يوقدُ من شجرةٍ مباركةٍ..﴾ (النور: 35) الى آخر الآية.
والذي بعده...
﴿أو كظلماتٍ في بحرٍ لُجّيّ يغشيهُ موجٌ من فوقه موجٌ..﴾(النور:40) الى آخر الآية.
فالآية الاولى، آية النور تتوجه بعشر اشارات الى رسائل النور وتنظر اليها، كما اثبت في الشعاع الاول، مخبرة خبراً مستقبلياً معجزاً عن ذلك التفسير للقرآن الكريم.
ولما كانت هذه الآية الكريمة اهم سبب من اسباب اطلاق اسم (النور) على رسائل النور، وبناء ً على بيان معجزة معنوية لهذه الآية العظيمة، كما في السياحة الخيالية التمثيلية لبيان معجزة (ن) نعبد، في قسم من المكتوب التاسع والعشرين.. فان سائح الدنيا في رسالة (الآية الكبرى) الذي سأل جميع الكائنات وانواع الموجودات اثناء بحثه عن خالقه ووجدانه له ومعرفته اياه، وعرفه بثلاث وثلاثين طريقاً وببراهين قاطعة بعلم اليقين وعين اليقين، فإن السائح نفسه قد ساح بعقله وقلبه وخياله في اجواء طبقات العصور والارض والسموات، دون ان يصيبه تعب او نصب، بل ما زال يسيح ليشفي غليله حتى ساح في ارجاء الدنيا الواسعة كلها، فبحث عن جميع نواحيها كمن