ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 767
(714-806)

لدقيقة واحدة وضيعت طريقها او اصطدمت بنجمة سائبة، تبعثرت متساقطة في فضاء غير محدود، والقت ما عليها من الاحياء الضعيفة وافرغتها في العدم والعبث والضياع.
فاستشعر ظلمات معنوية رهيبة خانقة كظلمات في بحر لجّي تنبعث من هذا الفهم الذي في تيار (المغضوب عليهم والضالين) . فقال من اعماقه: ياحسرتاه! ماذا عملنا؟ لِمَ ركبنا هذه السفينة المرعبة؟ وكيف النجاة منها؟ فقذف نظارة تلك الفلسفة العمياء وكسرها، ودخل تيار ﴿الذين انعمت عليهم﴾ واذا بحكمة القرآن تغيثه مسلمةً الى عقله منظاراً يبين الحقيقة كاملة، قائلة له: انظر الآن.. فنظر ورأى:
ان اسم (رب السموات والارض) قد أشرق من برج قوله تعالى ﴿هو الذي جعل لكم الارض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه﴾ (الملك: 15) وجعل الارض سفينة آمنة سالمة تمخر عباب بحر الكون الواسع بانتظام دقيق دائرة حول الشمس لاجل حكم كثيرة ومنافع شتى، مشحونة بذوى الحياة ومايلزمها من ارزاق، وهي تجلب محاصيل المواسم للمحتاجين الى الرزق، ونصب سبحانه وتعالى ملكين اثنين يسميان بـ(الثور والحوت) ملاحين وقائدين لتلك السفينة. فيجريانها في سياحة عبر المملكة الربانية التي هي في منتهى الهيبة والروعة، لتستجم مخلوقات الخالق الجليل وضيوفه في فضاء هذا الكون الواسع. وهكذا تبين هذه السياحة المهيبة حقيقة ﴿الله نور السموات والارض﴾حيث تعرّف خالقها بتجلي هذا الاسم.
وبعدما ادرك السائح هذا المعنى من مشاهدته الارض ردّد من اعماق روحه ووجدانه : الحمد لله رب العالمين ، ودخل ضمن طائفة ﴿الذين انعمت عليهم﴾.

النموذج الثاني من العوالم التي شاهدها ذلك السائح هو انه:

لايوجد صوت