﴿افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيّناها﴾ (ق:6)
و﴿ثم استوى الى السماء فسويهن سبع سموات﴾ (البقرة:29)
فملأت انوار تلك الاسماء السموات كلها بالنور والملائكة. وحوّلتها الى مسجد عظيم وجامع كبير ومعسكر مهيب. فدخل ذلك السائح ضمن طائفة ﴿الذين أنعمت عليهم﴾ ونجا من ظلمات ﴿كظلماتٍ في بحرٍ لجيّ﴾ واذا به يرى مملكة جميلة مهيبة منسقة كالجنة.. فترقت قيمة العقل والخيال وسمت وظائفهما ألف درجة لما شاهدا في كل جانب منها من يعرّف بالخالق الجليل.
وهكذا ننهى هذا البحث الواسع مكتفين بهذه الاشارة القصيرة جداً محيلين سائر مشاهدات السائح في الكون الى رسائل النور قياساً على هذه النماذج الثلاثة المذكورة من بين مئات النماذج لدى سياحته لمعرفة واجب الوجود من خلال تجليات اسمائه تعالى. ونحاول باشارة في منتهى الاختصار معرفة خالق الكون - كمعرفة ذلك السائح - وذلك من خلال آثار وتجليات صفات (العلم) و(الارادة) و(القدرة) فقط بين الصفات السبع الجليلة لخالقنا ومن حجج تحقق تلك الصفات الثلاث الجليلة، ونحيل تفاصيلها الى رسائل النور.
ان الفقرة العربية الآتية هي وردى التفكرى الدائم المستخلص من خلاصة الحزب النورى العربى، التي تبين ثلاث مراتب من المراتب الثلاث والثلاثين لجملة (الله أكبر) فنشير ضمن شرحها وما يشبه ترجمتها باشارات قصيرة الى ما اشغل كثيراً علماء الكلام وعلماء العقائد من معرفة تلك الصفات بتجلياتها في الكون والتصديق بها بايمان راسخ بعين اليقين. فهذه الفقرة العربية تفتح سبيلاً الى الايمان الكامل بتلك الصفات الثلاث - بعلم اليقين - على وجود واجب الوجود ووحدانيته بدرجة البداهة:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وقل الحمدُلله الذي لَم يتخِذ ولَدا ً ولم يكُن لهُ شريك ٌ في الملك ِ ولم يكن