ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 773
(714-806)

وذكاء خارق، فان كل من يشاهد تلك الماكنة العجيبة يهنئ ذلك الصناع تهنئة تقدير واعجاب. ويقدم له هدايا وتحيات مادية ومعنوية مع ثناء مفعم بالاستحسان. والماكنة بدورها تهنئ وتبارك صناعها بلسان الحال وتقدم هدايا وتحيات معنوية له، وذلك باظهار رغبات ذلك الصناع كاملة، وعرض خوارق صنعته الدقيقة وابراز حذاقته العلمية.
كذلك فان جميع طوائف ذوي الحياة في الكائنات كلها، بل كل طائفة منها، وكل فرد من افرادها، انما هي ماكنة معجزة بكل جوانبها، تهنئ صانعها الجليل الذي يعرّف نفسه بجلوات علمه الواسع الذي يبصر علاقةكل شئ باي شئ كان ويوصل اليه كل ما يلزم حياته في وقته، تهنؤه بالتحيات وتباركه بقولها: (التحيات لله) بألسنة احوال حياتها، كما تهنؤه ألسنة اقوال ذوي الشعور كالانس والجن والملك. فيقدم جميع ذوي الحياة ثمن حياتهم مباشرة بمعنى العبادة الى خالقهم الذي يعلم احوال المخلوقات كلها. فعبّر الرسول الكريم محمدy لدى حضوره امام الواجب الوجود في ليلة المعراج بإسم جميع ذوي الحياة بقوله: (التحيات لله) بدلاً من السلام، مقدماً تحيات طوائف جميع ذوي الحياة وهداياهم وسلامهم المعنوى.
نعم، ان كانت ماكنة منتظمة اعتيادية تدل على صانع ماهر حاذق بتركيبها المنظم الموزون، فان كل ماكنة من المكائن الحية التي تملأ الكون والتي لاتعد ولاتحصى تظهر اذن ألف معجزة ومعجزة علمية، ولاشك ان ذوي الحياة يدلون على وجوب وجود صانعهم السرمدي وعلى معبوديته بتجليات العلم التي هي كضوء الشمس بالنسبة لدلالة تلك الماكنة التي هي كضوء اليراعة.

الكلمة الثانية السامية من كلمات المعراج: هي (المباركات) :
لما كانت الصلاة معراج المؤمن كما هو ثابت في الحديث

لايوجد صوت