ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 778
(714-806)

فمثلاً: ان خلق القوة الحافظة والخيالية والمفكرة وامثالها من المكائن العجيبة. في موضع صغير في دماغ الانسان لايتجاوز حجم جوزة واحدة. وجعل القوة الحافظة بمثابة مكتبة ضخمة.يبين انه سبحانه وتعالى يظهر نفسه بتجليات العلم الازلي بياناً واضحاً كالشمس في رابعة النهار(1).
والآن نشير باشارات في منتهى الايجاز الى فحوى الفقرة العربية المذكورة في مقدمة هذا البحث المشيرة الى الحجج الكلية للعلم المحيط، وهي حجة عظيمة تضم ما لايحد من البراهين وتبين العلم الازلي بخمسة عشر دليلاً.
فالدليل الاول من الادلة الخمسة عشر هو: [فالانتظامات الموزونة].
اي ان التناسق المقدر قدره والمشاهد في المخلوقات جميعاً، وكذا الانتظام الموزون فيها يشهدان على علم محيط بكل شئ. نعم انه ابتداءً من جميع الكون الذي هو كقصر بديع منسق الاجزاء، ومن المنظومة الشمسية، ومن عنصر الهواء الذي تنشر ذراته الكلمات والاصوات نشراً يبعث على الحيرة والاعجاب، ويبين انتظاماً بديعاً، ومن سطح الارض الذي يهيئ ثلاثمائة ألف نوع من الانواع المختلفة في كل ربيع وفي اتم نظام واكمل انتظام.. الى كل جهاز من اجهزة كل كائن حي بل الى كل عضو فيه بل الى كل حجيرة من جسمه بل الى كل ذرة من ذرات جسمه..كل ذلك انما هو اثر علم لطيف محيط بكل شئ لايضل ولاينسى.
نعم ان وجود هذا النظام الموزون والانتظام الاتم في كل ما ذكر يدل دلالة قاطعة ويبين بوضوح تام علماً محيطاً بكل شئ ويشهد له. 
(1) ان مرضي الشديد جداً لا يسمح بالايضاح، وما كتبته انما هو مصدر ومساعدة لمهمة (خسرو) في الترجمة ليس إلاّ. - المؤلف.

لايوجد صوت