من القرآن الكريم هو إشارة الى ما استفاضته رسائل النور من الحقائق المنبعثة من لمعات آيات القرآن الكريم ولاسيما الدلائل والحجج التي تخص (العلم) و(الارادة) و(القدرة) بحيث تفسّر باهتمام بالغ ما تشير اليه هذه الكلمات العربية من دلائل علمية. بمعنى ان كلاً منها عبارة عن بيان لنكتة واشارة لآيات قرآنية كريمة.والاّ فهى ليست تفسيراً لتلك الكلمات العربية وبيانها وترجمتها..)
نرجع الى الموضوع الذي نحن بصدده:
نعم اننا نشاهد بابصارنا ان عليماً رحيماً يعرفنا ويعلم بحالنا واحوال جميع ذوي الارواح فيشملهم جميعاً بشفقته وحمايته ويأخذهم تحت كنف رحمته عن معرفة وبصيرة، ويوفي حاجات كل منهم ومطاليبه فيغيثه بعنايته ورأفته.
نورد مثالاً واحداً من بين امثلته غير المحدودة: فالعنايات الخاصة والعامة والواردة من حيث رزق الانسان وما يحتاجه من ادوية ومعادن تبين بياناً جليّاً علماً محيطاً وتشهد على الرحمن الرحيم بعدد الارزاق والادوية والمعادن.
نعم، ان اعاشة الانسان ولاسيما العاجزين والصغار الضعاف،وبخاصة ايصال الرزق الى اعضاء الجسم المحتاجة اليه من مطبخ المعدة، حتى الى حجيراته، كل بما يناسبه.. وكذا جعل الجبال الشوامخ مخازن للمعادن ومداخر ادوية يحتاجها الانسان وامثالها من الافعال الحكيمة، لايمكن ان تحصل الاّ بعلم محيط بكل شئ. فالمصادفة العشواء والقوة العمياء والطبيعة الصماء والاسباب الجامدة الفاقدة للشعور والعناصر البسيطة المستولية، لايمكن ان تتدخل قطعاً في مثل هذه الاعاشة والادارة والحماية والتدبير المتسمة بالعلم والبصر والحكمة والرحمة والعناية. فليست تلك الاسباب الظاهرية الاّ ستاراً لعزة القدرة الالهية بأمر العليم المطلق وباذنه