فمثلاً: اللسان جهاز واحد من مائة جهاز من اجهزة الانسان الذي هو واحد مما لايحد من الاحياء، هذا اللسان عبارة عن قطعة لحم ليس الاّ. ولكنه يكون وسيلة لمئات من الحكم والنتائج والثمرات والفوائد بادائه وظيفتين مهمتين:
فاداؤه لوظيفة تذوق الاطعمة: هو ابلاغه الجسم والمعدة بعلم عن جميع اللذائذ المتنوعة لكل نوع من انواع الاطعمة، وكونه مفتشاً حاذقاً على مطابخ الرحمة الالهية..
واداؤه لوظيفة الكلمات: هو كونه مترجماً اميناً ومركزاً لبث ما يدور في القلب وما يراود الروح والدماغ من امور.. كل ذلك يدل دلالة في منتهى السطوع والقطعية على علم محيط لاشك فيه..
فلئن كان لسان واحد يدل دلالة الى هذا الحد بما فيه من حكم وثمرات، فان ألسنة غير متناهية وذوي حياة غير معدودين ومصنوعات لامنتهى لها تدل بلاشك دلالة اوضح من الشمس وتشهد شهادة أبين من النهار على علم لانهاية له. وتعلن جميعها انه لاشئ خارج عن دائرة علم الغيب ولاخارج عن مشيئته جل وعلا.
الدليل الرابع: هو:[والعنايات المخصوصة الشاملة]
اي ان انواع العناية والشفقة والرعاية الخاصة المناسبة لكل نوع بل لكل فرد والشاملة جميع ما في عالم الاحياء وذوي الشعور تدل دلالة بديهية على علم محيط. وتشهد شهادات لاحدّ لها على وجوب وجود عليم ذي عناية يعلم اولئك الذين نالوا تلك العنايات ويعلم حاجاتهم.
(تنبيه) : ان ايضاح كلمات الفقرة العربية التي هي زبدة خلاصة الخلاصة لرسائل النور المترشحة