ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 786
(714-806)

ثانياً: ان خلق المخلوقات في غمرة الكثرة غير المتناهية والوفرة التي لاتحدها حدود بإتقان وبلا خطأ ولاحيرة يدل على علم لا حد له ضمن قدرة غير متناهية، ويشهد شهادات لاحدّ لها على العليم المطلق والقدير المطلق.
ثالثاً: ان خلق المخلوقات التي هي في غاية الميزان والمكيال في منتهى السرعة، يدل على علم لاحدود له، ويشهد بعدد تلك المخلوقات على العليم المطلق والقدير المطلق.
رابعاً: ان خلق ذوي حياة لا يحصرها العد في وسعة مطلقة تسع الارض كلها، في اتم اتقان في الصنعة وفي اجمل زينة، وكمال حسن الصنعة، يدل على علم محيط بكل شئ لايضلّ ولاينسى ويرى الاشياء كلها دفعة واحدة ولا يمنعه شئ عن شئ ويشهد كل موجود وجميعها معاً على انه مصنوع عليم بكل شئ وقدير على كل شئ.
خامساً: ان خلق افراد الانواع التي تفصل بينها مسافات هائلة، فأحدها في الشرق وآخر في الغرب وآخرفي الشمال وآخر في الجنوب، في وقت واحد، وعلى طراز واحد متشابهاً متماثلاً مع تميّز كل منها عن الاخر في التشخص، لايمكن ان يكون الاّ بقدرة قدير مطلق القدرة يدير الكون باسره بقدرته وبعلم مطلق يحيط بالموجودات مع احوالها. لذا فهذه المخلوقات تشهد شهادات لاحدود لها علِى علم محيط بكل شئ وعلى علاّم الغيوب.
سادساً: ان خلق مكائن كثيرة ذات حياة في تميّز خاص تام وعلامات فارقة عن مثيلاتها، مع انها ضمن ازدحام شديد وفي اماكن مظلمة - كالنوى الموجودة تحت التراب - ومن دون التباس ولاخطأ ولاحيرة رغم انها في اختلاط مطلق، وخلق جميع اجهزة كل منها بلانقصان خلقاً معجزاً، يدل دلالة واضحة كالشمس على علم ازلي ويشهد شهادة بينة كالنهار على ربوبية وخلاقية قدير مطلق وعليم مطلق.

لايوجد صوت