ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الخامس عشر | 787
(714-806)

نختصر هذا البحث الطويل جداً محيلين تفاصيله الى رسائل النور. ونبدأ الآن بمسألة (الارادة) الموجودة في خلاصة الخلاصة.
[الله اكبر من كل شئ قدرة وعلماً اذ هو المريد لكل شئ، ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن؛ اذ تنظيم ايجاد المصنوعات ذاتاً وصفاتٍ وماهيّةً وهوّية من بين الامكانات الغير المحدودة والطرق العقيمة والاحتمالات المشوشة والامثال المتشابهة ومن بين سيول العناصر المتشاكسة بهذا النظام الادق الارق وتوزينها بهذا الميزان الحسّاس الجسّاس وتمييزها بهذه الامثال المتشابهة والتعيّنات المزينة المنتظمة وخلق المخلوقات المنتظمات الحيوية من البسيط الجامد الميت كالانسان بجهازاته من النطفة والطير بجوارحه من البيضة والشجرة باعضائها من النواة والحبة تدل على ان كل شئ بارادته تعالى واختياره وقصده ومشيئته سبحانه كما ان توافق الاشياء في اساسات الاعضاء النوعية والجنسية يدل على ان صانع تلك الافراد واحد احد كذلك ان تمايزها بالتعينات المنتظمة والتشخصات المتمايزة يدل على ان ذلك الصانع الواحد الاحد فاعل مختار يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد].
هذه الفقرة دليل واحد طويل وكلي من أدلة (الارادة الالهية) تتضمن حججاً كلية كثيرة جداً، نبين ضمن ترجمة فحواها ترجمة مختصرة، دليلاً يثبت اثباتاً قاطعاً الارادة الالهية وإختيارها ومشيئتها، فضلاً عن ان جميع دلائل (العلم الالهي) المذكورة سابقاً هي بذاتها دليل على الارادة الالهية ايضاً،لأن جلوات (العلم والارادة الالهية) واثارهما تشاهدان معاً في كل مصنوع.
ان خلاصة الفحوى لهذه الفقرة العربية هي:
ان كل شئ يحصل بارادته ومشيئته سبحانه، فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن، يفعل ما يشاء، ولاشئ مالم يشأ. وحجة واحدة من حججها هي:

لايوجد صوت