ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث | 57
(50-70)

جهة هي في وحدة ومعية ومشابهة.. بحيث تُعلم انها ربوبيةٌ وتصرفٌ كليٌّ لاتقبل تجزئة قط. وهي في حكم كلي لايمكن انقسامه قط. فتسبّح الأرض بجميع ساكنيها وتقدس خالقها بألسنة غير محدودة فصيحة أبينَ من لسان المقال، فتحمد رزاقها الجليل وتثني عليه بألسنة أحوال بعدد نعمه التي لا تعد ولا تُحصى.
سُبحَانَكَ يَا مَن اخْتفى بِشدة الظّهور.. سُبحانكَ يامن احتجب بعظمة الكبرياء..
إني اقدِّسُكَ وأُسبّحُكَ بِجميع تقديسات الأرض وتسبيحاتها من القصور والعجز والشريك، وإني أحمدك وأُثني عليك بجميع تحميدات الأرض واثنيتها.
يَا رَبَّ البَرِ والبحر..!
لقد تعلمت بدرس القرآن وبتعليم الرَسُولِ الأكرم y أنه:
مثلما السَّمواتُ والفضاء والأرض تشهد على وحدانيتك وعلى وجودك، فالبحار والأنهار والجداول والعيون أيضاً تشهد شهادة - بدرجة البداهة - على وُجُوب وُجُودِك وعلى وحدتك.
نعم، فما من موجود، بل مامن قطرة ماء في بحار دنيانا هذه وهي منبع العجائب - كأنها مراجل بخار - إلاَّ وتُعرّف خالقها؛ بوجودها وبانتظامها وبمنافعها وبحالها.
وما من مخلوق من المخلوقات الغريبة التي ترسل اليها أرزاقها إرسالاً كاملاً في رملٍ بسيطٍ وماءٍ بسيطٍ.. ولاحيوان من الحيوانات البحرية التي هي في غاية كمال الخلقة وبخاصة الأسماك التى تجمل البحار بما تقذف إحداها مليوناً من البويضات.. إلاَّ ويشير الى خالقه، ويشهد على رزاقه؛ بخلقته وبوظائفه وبإدارته وباعاشته وبتدبير أموره وبتربيته.
وكذا ليس في البحر من جوهرة من تلك الجواهر القيّمة واللآلئ المزينة الثمينة ذات الخواص النفيسة لاتعرفك ولاتُعرّفك؛ بخلقتها الجميلة وبفطرتها الجذابة وبخاصيتها النافعة.
نعم، فكما تشهد كُلُّ جوهرة فردة، فإنَّ تلك الجواهر بمجموعها معاً تشهد

لايوجد صوت