ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث | 54
(50-70)

تشهد على عظمة قدرتك المصرِّفة وشمولها كلَّ شئ، والتي تكتب ذلك الجوَّ الواسع وتبدِله كأنهُ (لوحة كتابة) وتعصر المعصرات لتسقي روضة الأرض ماءً غدقاً.. فضلاً عن دلالتها على السِعة المطلقة لرحمتك ولحاكميَّتِكَ ونفوذهما في كُلِّ شئ، وتدويرهما كرة الارض كافة والمخلوقات كافة تحت غطاء الجو.
وكذا الهواء المنبث في الفضاء يستخدم في وظائف عدّةٍ إستخداماً حكيماً.. والغيوم والأمطار تستعملان في فوائد جمّة إستعمالاً عليماً.. بحيث لولا علم محيط بكلِّ شئ وحكمة شاملة كُلَّ شئ، لما أمكن أن يكون ذلك الإستعمال ولا ذلك الإستخدام.
يَا فعَّالُ لما يُريدُ!
إنَّ إظهار نموذج الحشر والقيامة كُلَّ وقتٍ بفعاليَّتِكَ في جوِّ الفضاء، وتبديل الصيف الى شتاء والشتاء الى صيف خلال سَاعة، وإتيان عالم وارسال آخر الى الغيب وأمثالها من شُؤونِ قُدرتك المتجلّية.. تشِير الى تبديلها الدنيا الى آخرة، وستظهر شؤوناً سرمديَّة في الآخرة.
يَا قدير يَاذا الجلال!
إنَّ الهواء والرِيح والسحاب والمطر والبرق والرَّعد في جوِّ السَّماء لمسخَّرة كلها وموظّفة في ملكك أنت، وبأمرك وحولك أنت، وبقوَّتِكَ وقدرتك أنت.. فمخلوقاتُ هذا الفضاء رغم البعد في ماهيَّاتها تُسبّحُ بحمد آمرها وتُثني على حاكمها الذي يُخضعها لأوامر آنيَّة - في مُنتهى السُّرعة - ولآمرين مُسرعين فوريين.
يَا خالق الأرض والسَّموات! ياذا الجَلال!
لقد آمنت وعلمتُ بتعليم قرآنك الحكيم وبدرس الرَّسُولِ الأكرم y أنه:
مثلما السَّمواتُ بنجومِها، وَجوُّ الفضاء بما فيه، تشهد على وُجُوبِ وُجُودِكَ ووحدانيَّتك.. كذلك الأرض بجميع مخلوقاتها، وبأحوالها، تَشهد شَهادات وتشير إشارات، عدد موجوداتها، على وُجُودِكَ وعلى وحدتك.
نعم، فما من تحوُّل في الأرض، ولامن تبدُل فيها -كتبديل الأشجار والحيوانات

لايوجد صوت