ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث | 68
(50-70)

بكل شئ الذي جعل الكون بحكم كتاب كبير يضم رسائل بعدد أجزائه، والذي سجل جميع حوادث الموجودات في (إمام مبين) وفي (كتاب مبين) وهما سجلا (اللوح المحفوظ) والذي أودع البذور فهارس الأشجار ومناهجها كافة، والذي أملى في جميع القوى الحافظة في رؤوس أولي المشاعر تواريخ حياتهم بانتظام ودون خطأ .. ويشهدون كذلك على شمول حكمتك المُقدسة كل شئ، التي قلدت كل موجود حكماً كثيرة جداً، حتى أنها اعطت بما تمدُّ كل شجرة نتائج بعدد أثمارها، والتي أردفت في كل ذي حياة مصالح بعدد أعضائه، بل بعدد أجزائه وخلاياه، حتى أنها مع توظيفها لسان الإنسان بوظائف عدة فقد جهزه أيضاً بموازين ذوقية بعدد أذواق الأطعمة. وهم يشهدون أيضاً على إستمرار تجليات الأسماء الجلالية والجمالية - الظاهرة آثارها في هذه الدنيا - ودوامها بأسطع صورة وأبهرها في أبد الآباد، وعلى استمرار آلائك المُشاهدة أمثالها في هذه الدُنيا الفانية وبقائها اكثر بهاء ولمعاناً في دار السعادة، وعلى موافقتها المُشتاقين الذين حظوا بها في هذه الدنيا ومصاحبتها لهم في الخلود.
فالرَّسُولُ الأكرم y -في المُقدمة- مستنداً الى مئات من معجزاته الباهرة، والقرآن الكريم مستنداً الى آياته الجازمة، ثم جميع الأنبياء عليهم السلام وهم ذوو الأرواح النيرة، وجميع الأولياء وهم أقطاب ذوي القلوب النورانية، وجميع الأصفياء وهم أرباب العقول المُنورة.. يبشرون الجن والأنس بالسعادة الأبدية وينذرون الضالين بجهنم -وهم يؤمنون بهذا ويشهدون عليه- إستناداً الى ماذكرته مراراً وتكراراً من الوعد والوعيد في جميع الكتب السماوية والصحف المُقدسة، وإعتماداً على صفاتك وشؤونك القُدسية كالقدرة والرحمة والعناية والحكمة والجلال والجمال، ووثوقاً بعزة جلالك وسلطان ربوبيتك، ويبشرون بكشفياتهم ومشاهداتهم وبعقيدتهم الراسخة بعلم اليقين.
يَا قَادرُ يَا حَكيمُ! يَا رَحمَنُ يَا رَحيمُ! يَا صَادِقَ الوَعدِ الكريم! يَا قَهَّارُ يَاذا الجَلالِ ويَاذا العِزَّةِ وَالعَظمَةِ والجَلالِ!..
إنك مقدس مطلق، وأنت متعال منزّه مطلق عن أن توصِم بالكذب كلَّ هذا العدد

لايوجد صوت