ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث | 69
(50-70)

من أوليائك الصادقين ووعودك العديدة وصفاتك الجليلة وشؤونك المُقدسة..
فتحجب ما تقتضيه جازماً سلطنة ربوبيتك، وترد مالايحد من أدعية ودعوات صادرة مما لايعد من عبادك المقبولين الذين أحببتهم وأحبوك وحببوا أنفسهم إليك بالإيمان والتصديق والطاعة... فأنت منزّه، وأنت متعال مطلق مستغن عن تصديق أهل الضلالة والكفر الذين يتعرضون لعظمة كبريائك في إنكارهم الحشر، ويتسببون في التجاوز على عزة جلالك ويمسون هيبة ألوهيتك ورأفة ربوبيتك بكفرهم وعصيانهم وبتكذيبهم إياك في وعدك.
فأنا أقدس عدالتك وجمالك ورحمتك غير المُتناهية - بلا حد ولانهاية - وأنزهها عن هذا الظلم والقبح غير المتناهيين وأرغب أن أتلو بعدد ذرات وجودي الآية الكريمة: ﴿سُبحَانه وتعالى عما يقولونَ علُوّاً كبيراً﴾(الاسراء:43) . بل إن رسلك الصادقين - أولئك الذين هم دعاة سلطنتك الحقيقيون - يشهدون ويبشرون ويشيرون بحق اليقين وعين اليقين وعلم اليقين الى خزائن رحمتك الأخروية وكنوز آلائك في عالم البقاء، وتكشف تجليات أسمائك الحُسنى تجلياً تاماً خارقاً في دار السعادة، ويرشدون عبادك المُؤمنين بأن أعظم شعاع لإسم (الحقّ) الذي هو مرجع جميع الحقائق وشمسها وحاميها هو: حقيقة الحشر الكبرى.
يَا رَبَّ الأنبياء والصديقين!.
إن أولئك جميعاً مسخرون وموظفون في ملكك أنت، وبأمرك وقدرتك أنت، وبأرادتك وتدبيرك أنت، وبعلمك وحكمتك أنت.. وقد أظهروا الكرة الأرضية بالتقديس والتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل في حكم أعظم مكان للذكر وأبرزوا الكون في حكم اكبر مسجد للعبادة.
يَاربي! وَيَارَبَّ السَّمواتِ والأرضين!
يَا خَالِقي! وَيا خَالِقَ كل شئ! 
بحق قدرتك وإرادتك وحكمتك وحاكميتك ورحمتك التي سخرت بها السّمَوات

سعيد النورسي

لايوجد صوت