ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث | 66
(50-70)

والحقيقة، وكذا الرحمة والرّبوبية تقتضي كلها ذلك.
يَا قَديرُ يَا قيومُ!!
إن جميع ذوي الحياة وذوي الأرواح وذوي الشُعور قد وظّفوا بوظائف فطرية فى ملكك انت، وسخروا لأوامر ربوبيتك أنت، وبقُوتك وقُدرتك وحدك، وبارادتك وتدبيرك ورحمتك وحكمتك.
وإن قسماً منها قد سُخّرت وذللت للإنسان من لدن رحمتك، لابقوّته وغلبته بل لضعفه وعَجزه فطرة. فكلُّ حيوان يؤدي عبادته الخاصّة به، بلسان الحال والمقال مُسبِّحاً خالقه وبارءه ومعبُوده مُقدّساً إيّاه من القصور والشّرك حامداً شاكراً لأنعمه وآلائِهِ.
سُبحانَك يَامن اختفى بشدة الظُهُور! سُبحانكَ يَامن احتجب بعظمة الكبرياء!
إنّي أُقدّسُك بتسبيحات جميع ذوي الأرواح مُنادياً: سُبحانك.. يَامن جَعل من الماء كُلَّ شئ حيّ..
يَا رَبَّ العالمين!
يَا إله الأولين والآخِرين!
يَا رَبَّ السَّمواتِ والأرضين!
لقد علمتُ بتعليم الرّسُولِ الأكرم y وبدرس القُرآن الحكيم وآمنت أنه:
مثلما السَّمَاء والفضاء والأرض والبر والبحر والشَّجر والنبات والحيوان.. تَعرفُك بأفرادها وأجزائها وذراتها، وتشهد على وُجودِكَ وعلى وَحدتك، وتدلُ عليهما وتشير، فان الأنبياء والأولياء والاصفياء الذين هم خلاصة نوع الإنسان الذي هو خلاصة ذوي الحياة الذين هم خلاصة الكون، يشهدون ويخبرون بوجوب وجودك ووحدانيَتك وأحدِيتك، اخباراً قاطعاً بقوة مئات الأجماع ومئات التواتر المُستندة الى مُشاهدات قلوبهم وعقولهم وكشفياتها وإلهاماتها واستخراجاتها وبقطعيتها، ويثبتون إخباراتهم بمعجزاتِهِم وكراماتهم وبراهينهم اليقينية. نعم، ليست في القلوب خاطرة غيبية تومئ الى الذات المُخبرة بها فى ستار الغيب.. وليس فيها إلهام صادق يوجب الرؤية الى الذات المُلهمة فيها.. وليست فيها عقيدة يقينية تكشف عن

لايوجد صوت