ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثالث | 64
(50-70)

بما يملك كلُّ فرد من أفرادها من تجليات جميع الأسماء الناظرة الى الكون.
وكذا فكما أن تسخير مئات الآلافِ من انواع الحيوانات المنتشرة مع الأنسان على وجه البسيطة كافة وتجهيزها وتدريبها وجعلها مطيعة ومسخرة كأنها جيش منظم، وجريان أوامر الربوبية فيها بانتظام بالغ يدل على درجة جلال ربوبيتك تلك، فإن القيمة الغالية لتلك المخلوقات مع أنها في غاية الكثرة، وإيجادها في منتهى السرعة مع أنها في غاية الكمال، وخلقها في منتهى السهولة مع أنها في غاية الإتقان.. يدل دلالة قاطعة على عظمة قدرتك.
وكذا إيصال أرزاق تلك المخلوقات المنبثة في أقاصي الشرق والغرب والشمال والجنوب إبتداءً من أصغر ميكروب وإنتهاءً بأضخم حيوان، ومن أصغر حشرة الى أضخم طير.. يدل على سعة رحمتك المُطلقة.
وكذا تحول وجه الأرض كل ربيع الى معسكر لتلك المَخلوقات بدلاً من تلك التي أنهيت خدماتها في الخريف واداء كل منها مهمتها الفطرية كأنها جنديٌّ مطيع يستنفر من جديد.. يدل دلالة قاطعة على سعة حاكميتك المُطلقة.
وكذا فكما أن كل حيوان يشير إشارات بعدد الحيوانات الى إحاطة علمك بكل شئ، وشُمُول حكمتك لكل شئ.. بخلقها كنسخة مصغرة للكائنات، بعلم في غاية العمق، وحكمة في غاية الدّقَة، بلا خلط بين الأجزاء المُختلطة، وبلا تحير بين الصور المتباينة للحيوانات كافة، وبلا خطأ ولاسهو ولانقص.. فإن خلق كل منها كذلك خلقاً في روعة الإتقان والجمال، مما يجعله معجزة في الصنعة وخارقة في الحكمة.. يشير الى كمال حسن صنعتك الربانية، والى غاية جمالها. تلك الصّنعة التي تحبها وترغب في عرضها ونشرها.
وكذا تربية كل منها وبخاصة الصغار تربية في غاية الرقة واللطف، وتلبية جميع رغباتها وآمالها.. تشِير إشاراتٍ غير محدودة الى الجمال الرائع لعنايتك.
يَا رَحْمنُ يَا رَحِيمُ!
يَا صَادِقَ الوَعْد الأمِين!

لايوجد صوت