ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 16
(1-80)

المكتوب السابع والعشرين
[لذة العجز والفقر]
"فقرة للسيد خلوصى"
ان كل فرد مؤمن يعرف ببصيرته ما هو جميل حقاً، كل حسب درجة فهمه وذوقه، الاّ ان اللذة الكامنة في العجز والفقر، وفي السمو الذي تنطوي عليه الشفقة والتفكر، لا يقاس بشئ اطلاقاً.
انني اتضرع الى الرب اللطيف الكريم ان يرينا هذه النتيجة السامية وهي ان ييسر لكثير من البصائر رؤية القطع الألماسية التي تستخرجونها من خزينة القرآن الخاصة وتدلّون عليها بتعابيركم الرفيعة، وإفاقة الغافلين الثملين، ونجاة الحائرين، ويدخل الفرح في قلوب المؤمنين، ويدفع الملحدين والكفار والمشركين الى دائرة الصواب ونطاق العقل والإنصاف..
ايها الاستاذ المحترم! انكم مهما بالغتم في تقديم الشكر الى الله العلي القدير، فهو في موضعه!
ان ما وفقكم الله اليه بالعجز والفقر للوقوف بباب قصر القرآن العظيم والاخذ من خزينته الخاصة مما لا عين رأت ولا اذن سمعت، فتستخرجون ما تشاهدونه - وما يؤذن لكم منها - من جواهر، الواحدة تلو الاخرى. وتتدبّرون فيها انتم اولاً ثم تقولون: ايها الناس! انظروا الى المولى الكريم الذي فتح لكم ابواب مضيفه وخلق العوالم برحمته العميمة وبرأكم بحكمته وارسلكم الى هذا العالم.. ذلكم رب العالمين.. الذي بيّن لكم الحكمة في الخلق والقصد من مجيئكم الى هنا، والمهمة التي كُلفتم بها، وكل ما تقتضيه العبودية من وظائف وخدمات.. وامثالها من الامور التي بيّنها قبل الف وثلاثمائة سنة بوساطة رسوله الكريمy فأنا بدوري ابلغكم تلك الاوامر الرفيعة وتلك الاحكام المقدسة، بلسانكم انتم بحيث تقدرون على فهمه فاستمعوا اليها.
فان كنتم ذوي عقل وصواب وذوي بصائر وقلب، وتتمتعون بالانسانية، فستفهمون الحقيقة وتردون الى حظيرة الايمان.
نعم يا استاذي المحترم!

لايوجد صوت