ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 49
(1-80)

وذلك مضمون قوله تعالى ﴿قل الروح من امر ربي﴾(الاسراء: 85). لذا فهي مجعولة. ومن هذه الجهة لا يقال انها مخلوقة. وقد قال السعد في المقاصد وفى شرح المقاصد موافقاً لجميع علماء الإسلام المحققين ومنسجماً مع نصوص الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة: "ان قانون الامر ذاك قد ألبس وجوداً خارجياً، فهي مخلوقة وحادثة كسائر المخلوقات" وجميع آثاره شاهدة على عدم قوله بأزلية الروح.
أما قوله: "ليست بينها وبين الله نسبة" فهو اشارة الى ردّ مذهب باطل كالحلول. فروح الحيوانات كذلك باقية، وتفنى اجسامها وحدها في القيامة. بينما الموت ليس فناء بل انقطاع العلاقة.
أما قوله: "ولا سبب" فاشارة الى خلق الروح مباشرة دون توسط الاسباب، كما جاء في مناجاة عزرائيل عليه السلام في قبض الارواح.
أما قوله: "استقلت بذاتها" فان الجسد يستند الى الروح فيبقى قائماً بينما الروح قائمة بذاتها - كما ذكر في اثبات بقاء الروح - فاذا ما دمّر الجسد تكون الروح حرة اكثر وتحلق الى السماء كالملاك، وهو اشارة الى ردّ مذهب باطل.
[العلاقة التي لا يقيدها زمان ولا مكان]
"خطاب الى السيد خلوصي"
باسم من ﴿تسبح له السموات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الاّ يسبح بحمده﴾ (الأسراء: 44).
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بعدد عاشرات دقائق عمركم، عمّركم الله بالسلامة والعافية.
اخي العزيز!
لقد آلمتنى رسالتكم، ولكن فكرت في حقيقة، فزال الألم. والحقيقة هي الآتية:
ان العلاقة التي تربطنا والاخوة القائمة بيننا خالصة وفي سبيل الله - ان شاء الله - لذا لا يقيدها زمان ولا مكان. فالمدينة والبلدة والبلاد باكملها بل الكرة الارضية، بل الدنيا، بل عالم الوجود، بمثابة مجلس بالنسبة لأخوين حقيقيين. فلا فراق في هذه الصداقة والاخوة، بل وصال كلها. ومالنا.. فليفكر اصحاب الصداقات الفانية المجازية الدنيوية! انه لا فراق في مسلكنا. اينما تكون تستطيع اجراء المحاورة مع اخيك هذا، بوساطة ما في يدك من "الكلمات" وانا كذلك متى ما

لايوجد صوت