ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 52
(1-80)

ثم ان الرسول الكريمy عبد وهو رسول في الوقت نفسه. فيحتاج الى "الصلاة" من حيث العبودية. ويحتاج الى "السلام" من حيث الرسالة. اذ العبودية تتوجه من الخلق الى الخالق حتى تنال المحبوبية والرحمة، فـ "الصلاة" تفيد هذا المعنى.
اما الرسالة فهى بعثة من الخالق سبحانه الى الخلق فتطلب السلامة (للمبعوث) والتسليم له، وقبول مهمته والتوفيق لإجراء وظيفته. فلفظ "السلام" يفيد هذا المعنى.
ثم اننا نقول "سيدنا" ونعبّر به: يا رب! ارحم رئيسنا الذي هو رسولكم الينا ومبعوثنا الى ديوان حضرتكم، كي تسرى تلك الرحمة فينا.
اللهم صلّ وسلّم على سيدنا محمد عبدك ورسولك وعلى آله وصحبه أجمعين.

المسألة الثانية:
(جواب قصير لسؤال طويل اورده احد اخواننا).
اذا قلت: ما هذه الطبيعة التي زلّ اليها اهل الضلال والغفلة فدخلوا الكفر والكفران وسقطوا الى اسفل سافلين بعد ان كانوا في مرتبة احسن تقويم؟
الجواب: ان ما يطلقون عليه بـ"الطبيعة" هو : الشريعة الفطرية الالهية الكبرى، التي هى عبارة عن مجموع قوانين عادة الله، التي تبين تنظيم الافعال الالهية ونظامها.
من المعلوم ان القوانين امور اعتبارية، لها وجود علمي، وليس لها وجود خارجي. ولكن الغفلة والضلالة ادت بهم الى الجهل بالكاتب والنقاش الازلي، لذا ظنوا الكتاب والكتابة كاتباً، والنقش نقاشاً والقانون قدرةً، والمسطر مصدراً والنظام نظّاماً والصنعة صانعاً!

لايوجد صوت