نعم ان الآية الكريمة ﴿لو كان فيهما آلهة الاّ الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون﴾(الأنبياء: 22) تقطع اساس الشرك والاشتراك ببراهين دامغة.
المسألة الثالثة:
ان الكفر بذرة لجهنم معنوىة، كما ان ثمرته جهنم مادية -كما اثبت في الكلمة الثانية والثامنة وفي سائر الكلمات- فكما أنه سبب لدخول جهنم، فهو سبب لوجودها. إذ كما ان حاكماً صغيراً بعزة ضئيلة وغيرة قليلة وجلال بسيط لو قال له شرير: لا تقدر على عقابي، ولن تقدر. فانه بلا شك ينشئ لذلك الشرير سجناً ويقذفه فيه حتى لو لم يكن هناك سجن.
كذلك الكافر بانكاره جهنم، فانه يوصم من له منتهى الغيرة والعزة والجلال، ويكذّبه ويتهمه بالعجز والكذب، فيمسّ عزته بشدة ويتعرض لجلاله بسوء. فلا شك لو لم يكن اى سبب لوجود جهنم -فرضاً محالاً- فانه سبحانه يخلقها لذلك الكفر المتضمن للاتهام بالعجز والتكذيب الى هذا الحد، وسيقذف فيها الكافر.
المسألة الرابعة:
اذا قلت : لماذا يتغلب اهل الكفر والضلال على اهل الهداية في الدنيا؟
الجواب: لان اللطائف الانسانية واستعداداتها التي منحت لشراء الالماس الابدى تحيلها بلاهة الكفر وسُكر الضلالة وحيرة الغفلة الى قطع زجاجية تافهة وبلورات ثلجية سرعان ما تزول. فلا شك ان الزجاج المتكسر الجماد لانه قد أُشتري بثمن الالماس، يصبح كأنه افضل زجاج واجلى جماد!
كان فيما مضى جوهرى ثرى، فقد عقله واصبح معتوهاً، ولما ذهب الى السوق اخذ يعطي خمس ليرات ذهبية لقطعة زجاجية لا