شئت يمكننى مشاهدتك بجنبى رافعين ايدينا الى المولى الكريم. فإن ارسلك القدر الالهى الى مكان آخر فسلّمْ أمرك اليه بكمال الرضى، اذ الخير فيما اختاره الله. ولعل الاماكن الاخرى محتاجة الى صاحب قلب سليم وعقل مستقيم مثلكم يلقن درس الايمان التحقيقي. فلقد خدمت ولله الحمد للايمان خدمة جليلة في "اطريدير".
اخي العزيز!
ان مشاغل الربيع والصيف وقصر الليالي ومرور الشهور الثلاثة، وأخذ اغلب اخوتي الحصة.. واسباب اخرى تولد بلا شك شيئاً من الفتور في دروس الشتاء. ولكن الفتور الناشئ من تلك الاسباب يجب الاّ يصيبكم، لأن تلك الدروس علوم ايمانية، لا يكفي للانسان ان يسمعها لنفسه وحده. فضلاً عن انكم تجدون دوماً أخاً او اخوين حقيقيين. ثم ان الذىن يستمعون الى ذلك الدرس ليسوا من البشر فقط، بل لله سبحانه وتعالى مخلوقات ذوات شعور كثيرة تتلذذ كثيراً من استماع الحقائق الايمانية، فلكم اذن اصدقاء كثيرون ومستمعون كثيرون من هذا النوع.
وكذا فان المجالسة الايمانية المتسمة بالتفكر على هذا النمط، زينة وبهجة لسطح الارض ومدار شرف لها، ولقد قال احدهم اشارة لهذا:
آسـمان رشك بردبـهر زمـين كـه دارد
يك دوكس يك دو نفس بهر خدا بر نشينند
بمعنى ان السموات تغبط الارض لما فيها من شخصين يجلسان انفاساً معدودة - اى لدقيقتين - مجالسة خالصة لوجه الله، في ذكر وتفكر. فيبين كل منهما للآخر الآثار الجميلة لرحمة ربه الجليل وصنعته المزينة الحكيمة فيحب ربه ويحببه، ويفكر في آثاره ويحمل الآخر على التفكير.
ثم ان العلم قسمان:
نوع منه يكفي العلم به ومعرفته والتفكر فيه مرة او مرتين.
والآخر: كالخبز والماء. يحتاجه الانسان ويفكر فيه كل وقت. فلا يمكنه ان يقول: لقد فهمته وكفى. فالعلوم الايمانية من هذا القسم،
و"الكلمات" التي في ايديكم من هذا القسم -على الاكثر- ان شاء الله..