ملحق بارلا | المكتوب السابع والعشرون | 58
(1-80)

الاول: لقد قال ذلك الفاضل: ان حقائق " الكلمة العاشرة" ليست للمنكرين، لانها مؤسسة على الصفات الالهية والاسماء الحسنى. ويقول عبد المجيد في جوابه له: قد حمل المنكرين على الاقرار بالايمان في الاشارات الاربعة التى تسبق الحقائق، ثم يسرد الحقائق.
والجواب الحقيقي هو الآتي:
ان كل حقيقة من الحقائق تثبت اموراً ثلاثة في آن واحد: وجود واجب الوجود، واسمائه وصفاته، ثم تبني الحشر على تلك الامور وتثبته. فيستطيع كل شخص من اعتى المنكرين الى اخلص المؤمنين ان يأخذ حظه من كل حقيقة، لانها تلفت الانظار الى الموجودات والآثار، وتقول: في هذه الموجودات افعال منتظمة، والفعل المنتظم لا يكون بلا فاعل، لذا فلها فاعل. ولما كان الفاعل يفعل فعله بالانتظام والنظام يلزم ان يكون حكيماً عادلاً، وحيث انه حكيم، فلا يفعل عبثاً، وحيث انه يفعل بالعدالة فلا يضيّع الحقوق، فلا بد اذن من محشر اكبر ومحكمة كبرى.
وعلى هذا المنوال تسير الحقائق، وتلبس هذا الطراز من التسلسل، وتثبت الدعاوى الثلاث دفعة واحدة. ولانها مجملة فالنظر السطحي يعجز عن التمييز. علماً ان كل حقيقة منها قد فصلت بايضاح تام في رسائل اُخر وفي "الكلمات".
الجواب الثاني الناقص الذي اورده عبدالمجيد:
لقد اخطأ عبد المجيد لمسايرته السؤال الخطأ لذلك الفاضل ولقبوله الخطأ، لانه لم يُذكر في حاشية "الكلمة العاشرة" ان الاسم الاعظم هو عبارة عن مرتبة عظمى لكل اسم فقط. بل ذكرنا في مواضع كثيرة:ان الحشر يظهر من الاسم الاعظم ومن المرتبة العظمى لكل اسم. فمع اثبات الرسالة الاسم الاعظم، فلكل اسم مرتبة عظمى ايضاً بحيث حظي الرسول الاعظمy بهذه المراتب. فالحشر الاعظم ايضاً متوجه اليها.
فمثلاً:
اسم "الخالق" له مراتب ابتداءً من مرتبة كونه سبحانه وتعالى خالقي الى المرتبة العظمى في كونه خالقاً لكل شئ.

لايوجد صوت