ملحق قسطموني | [صحبة اهل الحقيقة] | 117
(1-147)

آخر، بل ربما يعاديه لعدم علمه بحقيقته، وما حدث فيما بين بعض العشرة المبشرين بالجنة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، خير دليل على هذا. وهو يعنى ان وليين اثنين اذا ما انكر أحدهما على الآخر، فان ذلك لا يسقطهما من مقام الولاية ومنزلتها الاّ اذا كان هناك أمر يخالف مخالفة كلية لظاهر الشريعة. لذا: اتباعاً لدستور الآية الكريمة ﴿والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس﴾(آل عمران: 134).
وحفاظاً على ايمان المؤمنين من التصدع، وذلك بالمحافظة على حسن الظن القائم بينهم وبين شيوخهم أو رؤسائهم.
وبناء على ما يلزم من انقاذ الاركان من طلاب النور المخلصين من سَورة الغضب المضرة -مع كونها محقة- على اعتراضات باطلة.
واجتناباً لما يستفيد منه أهل الالحاد من هذه الخصومة بين طائفتين من أهل الحق بجرح الطائفة الاولى بسلاح الاخرى واعتراضاتها، وتهوين شأن الثانية بدلائل الاولى ثم دحرهما معاً.
على طلبة النور حسب الأسس المذكورة:
الاّ يواجهوا المعارضين بالحدة والتهور، ولا يقابلوهم بالمثل. بل عليهم ان يكتفوا بالدفاع عن انفسهم فحسب، مع اظهار روح المصالحة، والاجابة بوضوح عن نقاط الاعتراض، حيث ان الأنانية في عصرنا هذا قد تطاولت واشرأبت بعنقها حتى أصبح كل شخص لا يريد ان يذيب انانيته -التي هي كقطعة ثلج بطول قامته- ولا يرغب في تغييرها بل يسوّغ لنفسه ويراها معذورة دائماً. وها هنا ينشأ النزاع والخصومة ويكون موضع استفادة أهل الباطل والضلال على حساب اصحاب الحق واهله.
ان حادثة الاعتراض في استانبول تومئ الى ان بعض العلماء المعجبين بمشربهم والانانيين من المتصوفة وبعض المرشدين وأهل

لايوجد صوت